آراء

حرمة القبور تنتهك في مقبرة العزوزية

أحمد تميم – آراء

لعل الجميع في مراكش يتذكر أن ابواب مقبرة العزوزية فتحت ابوابها مند ثلاث سنوات تزامنا مع وباء كورونا ،حيث خصصت انذاك لدفن ضحايا الوباء الفتاك و الذي اشتدت حدته و فقدت العائلات افرادا لها بعدما اشتد وطيسه خاصة في الشطر الثاني من سنة 2022 و بالتحديد خلال شهري غشت و شتنبر من نفس السنة مباشرة بعد عيد الأضحى حيث تميزت بارتفاع صاروخي لضحايا كورونا .
هذا الوضع استوجب تخصيص مقبرة خاصة لكن للأسف لم يتم تهيئتها بالشكل اللازم من تخطيط و تعبيد المسالك بين القبور، مما نتج عنه عشوائية كبيرة في عمليات دفن الرفات.
نفس المقبرة و بعد هبوط حدة الوباء و اندحار نسبة الفتك، تم السماح للعموم بدفن موتى المسلمين هناك دون استدراك الأمر و العمل على إعادة تهيئتها بالشكل اللازم الذي يحفظ للموتى في قبورهم حرمتهم .
هذا الوضع ظهرت تداعياته السلبية بعد هطول امطار الخير بدرجة متوسطة ،و أمام انعدام مجاري لتسريب المياة و السيول، تصدع بنيان عدد كبير من القبور حثى ان صناديق الموتى طفت فوق السطح حسب شهود عيان مما تطلب انخراط تطوعي لبعض المواطنين لإعادة الرفات الى قبورها.
المحزن في الأمر أن هناك بعض القبور التي مالت و تهشمت إما جزيئا او كليا و لم تسترعي انتباه المسؤولين عن المقبرة لتصحيح الأوضاع عبر إعادة بناء او ترميم القبور المتضررة مما يطرح أكثر من علامات استفهام حول من تنوط بهم مسؤولية المقابر، المحافظة عليها و على حرمتها مع توفير وسائل الصيانة و النظافة تفعيل اشغال الترميم عند الحاجة.
كيف يعقل ان لا تتوفر مقبرة في حجم مقبرة العزوزية على مجاري لتصريف المياه إبان تساقط الأمطار الغزيرة ،بل الى حدود الساعة و حثى بعد حدوث هاته الكارثة فلا احد من المسؤولين تجشم عناء الحلول بالمقبرة لمعاينة الوقائع و اتخاد التدابير اللازمة تصحيحا للأوضاع.
لأمواتنا حقوقا علينا و من حقوقهم المشروعة ضمان حرمة قبورهم لا سيما و اننا أمة الإسلام و القرٱن الكريم و السنة النبوية خصصوا حيزا مهما للقبور و حثوا على ضرورة المحافظة عليها.
كيف يعقل أن قبور المسلمين تدار امورها بهذا الشكل السيء و تعتريها حالة جلية من اللامبالاة و عدم الاكتراث، بينما قبور غير المسلمين في مدينة سبعة رجال نظيفة، مرتبة و تحفظ للموتى كرامتهم بعد موتهم و دفنهم….اذن استعيضوا يا أولي الالباب و صونوا حرمة المقابر لأن القدر المحتوم ٱت و الدفن بها أمر لا مفر منه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
حمل تطبيق آراء الآن