رياضة

آراء SPORT / أسماء من ذاكرة الرياضة المراكشية : الحاج محمد المديوري نموذجًا

أشرف السليطين الأمغاري- آراء/ مراكش : من لا يشكر الناس لا يشكر الله ، إنما العلاقات الانسانية والكلمة الطيبة جسر من المودة الصافية تصل القلوب السوية وتروي عطش الأخوة والحب و الانسانية  وتزكي الاعتراف بالجميل.

هي اعترافات في حضرة أسماء رياضية بارزة في الساحة المراكشية والتي قدمت  الشيء الكثير ودافعت ببسالة عن صورة الرياضة الوطنية و رسمت مجد الكرة المراكشية في سنوات ثمانينيات و بداية تسعينيات القرن الماضي .

شكل الحاج محمد المديوري رئيس الامن الملكي الخاص سابقا في عهد الملك الهمام الراحل الحسن الثاني ، طفرة نوعية واستثناءا في المجال الرياضي بعاصمة النخيل ابان فترة توليه لمقاليد التسيير بنادي الكوكب الرياضي المراكشي .

وتقلد الرجل الشهم والعبقري مناصب عليا بفضل الثقة المولوية التي كان يحظى بها نظرًا لدهاءه الفذ والاحترافي في وضع الاستراتيجيات المحكمة والنظم المتطورة لتحقيق الإقلاع الرياضي ، حيث مارس الكرة و سيرها و عشقها ..انطلق حبه للمستديرة من النجم المراكشي أحد الأندية العتيدة بالساحة المراكشية،والفريق الدكالي الدفاع الحسني الجديدي،  قبل أن يشرف على الجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى حيث استطاع المغرب في وقته ان يحظى بشرف تنظيم بطولة العالم للعدو الريفي بمراكش ، و كان المؤسس الفعلي لجمعية الأطلس الكبير محتضنة مارطاون مراكش الدولي الذي لازال قائما الى وقتنا هذا ، قبل أن يبصم فعليا على ثورة حقيقية في تاريخ الرياضة بمراكش وانديتها من خلال إحداث اقلاع صحيح ومستدام في فترات الثمانينيات حيث عرف نادي الكوكب المراكشي في فترة توليه للرئاسة طفرة نوعية في مختلف الانواع الرياضية التي كان يضمها النادي الام .

ومن لا يتذكر فترات الكوكب الزاهية ابان الحاج محمد المديوري وليت اليوم يكون كالبارحة ، وذلك ما نتمناه ولكن هيهات !! فعقارب الساعة لايمكن أن تعود الى الوراء ، فالرجال يبصمون ويرحلون لكنهم يتركون ارثا قويا يذكره خير سلف لخير خلف ، فالحاج بصم بفخر واعتزاز مسيرة الكوكب بأحرف من ذهب و عزز الصورة القوية لمراكش رياضيا و تنظيميا واحترافيا من خلال حقبة إشرافه الزاهية التي ضمت كذلك محيطا قويا بصحبته في التسيير الرياضي من شخصيات وأسماء يضرب لها ألف حساب قولا وفعلا نسرد منهم على سبيل المثال وليس الحصر الشريف مولاي المامون بوفارس و علال العكوري  و عبد المومن الجوهري و محمد المحمدي و الحسين بوهروال و جمال بنجلون ومحمد الفهيدي و الدكتور مصطفى السميرس و الزعفراني و نور الدين الحبابي والحاج محمد العرف وخالد الغريب و عبد العزيز بورزيق واللائحة طويلة حيث لن يسعنا الوقت لذكر كل هؤلاء الفطاحلة  .

‏فالاقلاع الحقيقي الذي شهده نادي الكوكب المراكشي يعود الفضل فيه للحاج محمد المديوري الداهية التسيرية بامتياز ، فالقاب النادي الاحمر لم تأتي من فراغ ولكنها تحققت بفضل القوة الاتحادية الكبيرة لمكوناته و بزعامة متميرة للحاج محمد المديوري الذي وضع إستراتيجيات نيرة و خطوطا عريضة ، خطها باحترافيه قل نظيرها و صنع بها خارطة طريق واضحة لنادي الكوكب المراكشي الذي سجل في خزينته ألقابا وطنية و قارية و دولية و سبق عصره انداك في استشراف وملامسة الاحتراف المتميز .

سنوات مثمرة و رائعة عاد بها الكوكب لمنصة التتويج بعد سنوات عجاف ، فلم يكن مسار الكوكب بالهين ولكن فترة تولي الحاج محمد المديوري لمقاليد التسيير استحقت فعلا ان تدون باحرف من ذهب و ان تسجل بكبريات المدارس الكروية الرائدة ، لتكون المنهج الصحيح لمن اراد الاقتداء بهذا النادي العريق و المثالي الذي شهد اوج نهضته في حضرة الحاج محمد المديوري .

واخيرا يبقى السؤال الكبير والمثير للقلق المعرفي ، كيف يعقل أن تمحى كل هذه الانجازات والالقاب و المسيرة الحافلة  في رمشة عين .. الواجب واحقاقا للحق أن ينال اصحاب الجميل اعترافهم الكامل دون زيادة او نقصان وبصورة تجعل مسلسل التكريمات و الاعترافات يتوراث بين الاجيال ويعدو خصلة أصيلة في النفوس الطيبة و الأجيال المتلاحقة فلا يعقل إطلاقا أن ننسى من دونهم التاريخ بأحرف من ذهب ..فالحاج محمد المديوري اطال الله في عمره ووهبه الصحة والعافية غني بنفسه و قيمته و أحبابه و أصحابه ومواقفه الايجابية التي يشهد بها العدو قبل الصديق.. ولا يحتاج لكل هذا الاطناب والحشو ولكن الواقع يفرض نفسه ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
حمل تطبيق آراء الآن