مجتمع

يوم دراسي حول التراث المغربي اليهودي بالمدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بمراكش.

نظمت المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بمراكش يوما دراسيا حول “التراث المغربي اليهودي: حالة مدينة الصويرة ومشروع بيت الذاكرة “، والذي أطره المؤرخ والعضو في اللجنة العلمية لبيت الذاكرة السيد Sidney Corcos.
وفي الكلمة الافتتاحية لمدير المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بمراكش الدكتور عبد الغني الطيبي أكد على أن المدرسة تنخرط بقوة في خلق حوار بين الثقافات المغربية من خلال استقبال مجموعة من المتخصصين والباحثين لجعل طلبتها في عمق القضايا المجتمعية والثقافية، وتقريبهم منها موازاة لمقررهم الدراسي القار، مع ترسيخ ما يلزم من القيم التي تؤمن بالحوار والعيش المشترك، والتسامح، مع المحافظة على التنوع الثقافي الغني بوطننا الحبيب.
وقد عبر السيد عبد الغني في كلمته على أن المدرسة تعتمد في عملها منذ تأسيسها على مجموعة من المرجعيات والمقاربات الاساسية والتي تتقاطع مع موضوع اليوم الدراسي والتي تتجل في:
– الدستور المغربي 2011، والذي يؤكد على المحافضة وصيانة تلاحم مقومات الهوية الوطنية، الموحدة بانصهار كل مكوناتها، العربية–الإسلامية، والأمازيغية، والصحراوية الحسانية، والغنية بروافدها الإفريقية والأندلسية والعبرية والمتوسطية، وبالتالي فدستور 2011 يحافظ على المكون العبري باعتباره رافدا من روافد الهوية الوطنية.
– التوجيهات الملكية السامية التي دائما تعمل وتؤسس لمغرب التنوع والتسامح والتعايش والانفتاح، مند عهد الملكين الراحلين المغفور لهما الى عهد ملكنا محمد السادس نصره الله وايده، الذين حافظوا على هذه الخصوصية منذ القدم، على اعتبار أن هناك تجذرا قويا للثقافة والهوية اليهودية التي تمثل مجالا للتلاقح لإغناء الثقافة المغربية، شأنها شأن الرافد الحساني أو الأندلسي”.
– خارطة الطريق التي تعتمدها وزارة اعداد التراب الوطني والتعمير وسياسة المدينة التي تشرف عليها وزيرتنا المحترمة فاطمة الزهراء المنصوري التي تؤكد على اعتماد مقاربة شمولية ومنفتحة لاغناء المقرر الدراسي الخاص بالطلبة وتنويرهم وتوعيتهم وحثهم على القيم التي تتأسس على العيش المشترك في الوطن الواحد.
– بالإضافة إلى العمل الكبير التي تقدمه مجموعة من المؤسسات الحكومية والغير الحكومية من خلال التأسيس لدبلوماسية موازية تعمل على توطيد العلاقة وأواصر الصداقة بين الدولتين المغربية و الاسرائلية من خلال تنظيم مجموعة من المبادرات والتظاهرات ولا أدل على ذلك العمل الكبير الذي يقدمه فريق عمل مؤسسة بيت الذاكرة وعلى رأسهم السيد المحترم المستشار الملكي أندري أزولاي.

وفي مداخلة للاستاذة فاطمة الزهراء أوفارة الباحثة في علم الاجتماع بالمدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بمراكش والتي عبرت عن سعادتها لتنظيم هذا اليوم الدراسي حول موضوع له أهمية كبيرة لتعلقه بمؤسسة أضحت مزارا دوليا يسوق للثقافة المغربية اليهودية.
أما عن مداخلة المؤرخ و عضو اللجنة العلمية لبيت الذاكرة السيد Sidney Corcos والذي عبر عن سعادته لمشاركته في اليوم الدراسي ومحاولة تقريب الحاضرين من متحف بيت الذاكرة المتواجد بمدينة الصويرة من خلال اعادة هيكلته وترميمه واحيائه بهدف جعله مؤسسة تجمع بين الجانب الهوياتي لليهود المغاربة من جهة والجانب العلمي والتاريخي من جهة أخرى، كما عرض المؤرخ مداخلته التي تؤرخ لعائلات مغربية يهودية بالمغرب وبالخصوص مدينة الصويرة من بينها عائلته المشهورة والمعروفة بتفانيها للمغرب من خلال علاقاتها المتجدرة و المعروفة.
وقد عرف اليوم الدراسي حضورا وازنا من الباحثين والطلبة المهندسين، والمهندسين بالاضافة الى تمثيلية من المؤسسات الحكومية كممثل وزارة الثقافة بالرباط والوكالة الحضرية للصويرة والوكالة الحضرية لمراكش ورؤساء مجموعة من الجمعيات المهتمة بالموضوع.
وفي هذا تقدمت السيدة أمينة لمغاري عضوة اللجنة العلمية ببيت الذاكرة عبر تقنية الفيديو عن شكرها لمدير المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بمراكش على اهتمامه بكل ما يمكن أن يرسخ لقيم الحوار والتعايش والتسامح والعيش المشترك للطلبة كما عمله على اغناء المقرر الدراسي بالانشطة الموازية التي تساعد الطالب المهندس والمتتبع على التعرف لمجموعة من المعلومات والدراسات الميدانية، وفي الختام نوهت الاستاذة أمينة لمغاري بمستوى النقاش والمداخلات الراقية والمفيدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى