آراء SPORT / أسماء من ذاكرة الرياضة المراكشية : الدكتور مصطفى السميرس رجل التسيير بامتياز و أحد رجالات الكوكب في الزمن الجميل”
بقلم أشرف السليطين الأمغاري- آراء/ مراكش :من لا يشكر الناس لا يشكر الله ، إنما العلاقات الانسانية والكلمة الطيبة جسر من المودة الصافية تصل القلوب السوية وتروي عطش الأخوة والحب و الانسانية وتزكي الاعتراف بالجميل.
هي إعترافات في حضرة أسماء رياضية بارزة في الساحة المراكشية والتي قدمت الشيء الكثير ودافعت بقوة عن صورة الرياضة الوطنية و رسمت مجد الكرة المراكشية في سنوات السبيعنيات وثمانينيات و بداية تسعينيات القرن الماضي .
عُرف الدكتور مصطفى السميرس المسير الشهم والمحنك و الرئيس المنتدب للكوكب المراكشي موسم 95/96 ، بنباهته و حبه الجارف لكيان الكوكب ، حيث انغمس في عشق الفريق الاحمر منذ الصغر و تولد لديه نوع من الفخر الممزوج بشغف المحبة الجارفة .
حب الكوكب ماركة مسجلة في قلب و وجدان الدكتور مصطفى السميرس الذي لامس حبه هذا في سن صغيرة حينما كان والده المغفور له يصطحبه لمشاهدة مباريات الكوكب في سنوات الستينبات وابرزها النهائيات الخالدة والمتميزة التي حقق فيها الكوكب المراكشي لقب الكأس الغالية في ثلاثة مناسبات متتالية 63/64/65 ، ليحتفط عبرها الكوكب بالنسخة الاصلية في خزائنه .
توالت السنوات ولم يبرح الدكتور مصطفى السميرس مكانه في خانة التشجيع والدعم لفريقه المفضل و كان من اوفيائه حتى في اشتداد رزنامته حيث كان يدرس الطب ويحضر دكتوراه لكنه مع ذلك اطلق شرارته في ملامسة التسيير مبكرا متيما ومتأثرا بإسهامات الرجال الصناديد الذين مروا انذاك في تسيير الكوكب اغلبهم من حرفيي المدينة و تجارها و بعض ميسوريها الذين اسسوا لكوكب الفخر والعراقة من لاشيء .
الدكتور مصطفى السميرس تألق تسيريا في حقبة اشراف الحاج محمد المديوري على تدبير وتسيير شؤون الكوكب المراكشي الذي اعاده من رماد الاندثار ورسم خارطة طريقه بقوة و نباهة و رزانة المسيرين الكبار ، حيث ساهم الدكتور مصطفى السميرس في دعم فريقه و تعزيز قوته واعتبر أحد الرجالات واضلاع التسيير داخل الكوكب ضمن كوكبة من النجوم اللامعين التي كانت تظم اسماء و رجالات يقام لهم ويقعد ، همهم الأول الدفاع عن الكوكب و رسم توهجه والرفع من قيمته عاليا، ويبقى الفخر كبيرًا في حضرة الأسماء المتألقة التي كانت تزخر بها الساحة المراكشية في التسيير الرياضي من شخصيات وأسماء يضرب لها ألف حساب قولا وفعلا نسرد منهم على سبيل المثال وليس الحصر ، ونعتز ايما اعتزاز أن نواكبهم ونخصهم بالفخر ضمن سلسلة مقالات آراء SPORT : الحاج ادريس الطالبي و الحاج محمد بنشقرون علالي العكوري عبد المومن الجوهري و محمد المحمدي و الحسين بوهروال و جمال بنجلون ومحمد الفهيدي و الزعفراني و نور الدين الحبابي والحاج محمد العرف وخالد الغريب و عبد العزيز بورزيق واللائحة طويلة حيث لن يسعنا الوقت لذكر كل هؤلاء الفطاحلة .
ولاننسى كذلك أن الدكتور مصطفى السميرس ساهم بوقته وماله و علمه ومعرفته و مهنيته في دعم الكوكب في جوانب عدة منها الجانب الطبي حيث كان الدكتور السميرس طبيبا عاما للفريق مشرفا عليه و مهتما بأدق تفاصيله فضلا عن تسييره لامور الفريق و تدبير شؤونه ، نكران الذات و إسهامات الرجل لم تقف عند هذا الحد بل تجاوزت المألوف و اخترقت جدار العادي لتؤكد عظمة هؤلاء المسيرين الذين رسموا محطات الكوكب الخالدة بمداد من الفخر والاعتزاز بأحرف من ذهب .
وفي حضرة الاعترافات و التكريمات نستحضر رسالة النادي العريق “العميد ” الإتحاد السعودي التي بعث بها للدكتور مصطفى السميرس عربون محبة واخاء لما بدله من مجهودات كبيرة في تسهيل مفاوضات الكوكب و نظيره السعودي في صفقة انتقال اللاعب الدولي و النجم احمد البهجة من الكوكب الى الدوري السعودي والتي رسم خلاله المهاجم المهاري محطات متألقة في مساره هناك وحقق انجازات تاريخية .
وأخيرا يبقى السؤال المحوري والمثير للقلق المعرفي ، كيف يعقل أن تمحى كل هذه اللحظات و الإنجازات في رمشة عين ولماذا يجزم البعض بأن الزمن قادر على محو كل هذا ..وكيف يعقل ان يتنكر أهل الرياضة و العارفين و الأجيال المتلاحقة لكل هذه الاسماء النيرة.. الواجب واحقاقا للحق أن ينال أصحاب الجميل اعترافهم الكامل دون زيادة او نقصان وبصورة تجعل مسلسل التكريمات و الاعترافات متوارثا بين الاجيال ويعدو خصلة أصيلة في النفوس الطيبة و ذي المكارم ، فلا يعقل إطلاقا أن ننسى من دونهم التاريخ بأحرف من ذهب .. فالدكتور مصطفى السميرس اعطى الشيء الكثير للرياضة الوطنية و لفريق الكوكب المراكشي في السابق ويستحق كل الاشادة و التكريم ومعه اسماء اخرى ، ورغم ان الدكتور مصطفى السميرس يطبعه التواضع و الحشمة ولا يحب كثيرا لغة الاضواء لكن الواقع يفرض انصاف الجميع و ايلاءهم لاهمية التي يستحقونها و التأكيد على قيمة التاريخ الرياضي لمراكش و فريق الكوكب حتى يلامسه غير العارف و يروي عطش السائل ويريح قلب المتوجس .