آراء

بنطلحة يكتب: حين يسند التاريخ إلى البياطرة.. في الدولة المنهارة

يشير وليام زارتمان William l.Zaratman في حديثه عن الدولة المنهارة إلى أنها تلك التي لم تعد لها القدرة على القيام بوظائفها الأساسية، ولا تستطيع ضمان النمو الاقتصادي أو أي توزيع عادل للسلع الاجتماعية.

وغالبا ما تتميز بانعدام المساواة الاقتصادية والاجتماعية وبالمنافسة العنيفة على الموارد، وتنامي حالة من ازدواجية المسؤولية الأمنية، بحيث تتمتع جهة بسلطة تضاهي الدولة ووجود حالة من عدم الاستقرار السياسي، خاصة على المستوى المؤسسساتي، واستمرار تدهور الاقتصاد الوطني، بالإضافة إلى ازدياد معدلات الفساد..تلك عوامل تشكل نقطة البداية في حلقة الفشل.

ومن علامات الدولة الفاشلة، ذاك الذي تعيشه جارة السوء الجزائر المنهارة التي تعيش إفلاسا قيميا على جميع المستويات… هناك نظام عسكري فاشي يرعى الدجل والخرافة وتبرير الظلم وتجميل القبيح، نظام عسكري يكره النور ويعشق الظلام، حيث يتفنن الدجالون والبياطرة في قلب الحقائق والعبث بالتاريخ، هناك في البلاد الفاشلة يعتلي منصة الوعظ وقلب الحقائق، الدجالون والأفاكون والنصابون وبائعوا الوهم… ولعل صاحب الزمان والمكان ببلاد المارستان، المدعو محمد دومير التقني البيطري، الذي أصبح يفتي في أمور التاريخ، حيث أرسله النظام العسكري الفاشل ليتحدث عن التاريخ أمام الجلسة المخصصة لمناقشة قضية النزاع حول الصحراء المغربية بإحدى اللجان الأممية..!

نعم إن الأمر جد وليس بهزل، تقني بيطري همه الأساسي والوظيفي الاعتناء بالكلاب والبغال والحمير أعزكم الله، يصبح بين عشية وضحاها مفتيا في شؤون التاريخ!

إن علم التاريخ معشر الكراغلة يسلط الضوء على كل الأحداث التي عرفتها الحضارة الإنسانية، ويقوم بدراستها وتحليلها اعتمادا على أسس علمية محايدة بواسطة مؤرخين يسعون لإدراك الماضي وإحيائه.

ونجد أن دراسة التاريخ تساهم في الرفع من مستوى الوعي وتعميقه عند المواطن، لأنه يكون آنذاك في وضعية أفضل لتحديد خياراته المستقبلية والدفاع عن ثوابته وأراضيه.

ونجد أن المتأمل في النزاعات السياسية الدولية الراهنة، مثلا، يجد أن معظمها يتمحور حول «الحقوق التاريخية»، وهنا يكون المؤرخ الأكثر تأهيلا لتوصيف هذه المشاكل القائمة معتمدا على أسس منهجية دقيقة وركائز نقدية في التوثيق والتضمين والتحليل والتعليل والاستنباط والمقارنة، من أجل الوصول إلى نتائج واستنتاجات في إطار تجرد علمي،وهذا ماخفق فيه المدعو محمد دومير،لأن التاريخ عصي على التزييف..

إنكم تعلمون جيدا أنكم تزورون التاريخ، ولا تستطيعون أن تجابهوا الحقائق التاريخية التي ترعبكم، لذا تبحثون عن شرعية مفقودة، وذلك عبر معاداة المغرب حيث أصبح ذلك عقيدة ثابتة لديه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
حمل تطبيق آراء الآن