تعليم

كلية الحقوق بمراكش.. المؤرخ برنارد لوغان يستعرض تاريخ الأمة المغربية ويؤكد افتقار الجزائر المعاصرة لمقومات الدولة

في إطار الدرس الافتتاحي للمركز الوطني للدراسات والأبحاث حول الصحراء، استضاف هذا الأخير، بمدرج المختار السوسي بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية في مراكش، يوم الجمعة 6 أكتوبر 2023، المؤرخ الفرنسي برنارد لوغان، وذلك بحضور رئيس جامعة القاضي عياض ونائبه الأول وعميد كلية الحقوق، إلى جانب عدد من الأساتذة الجامعيين والباحثين وطلبة الكلية، حيث غص المدرج عن آخره بالحاضرين، ووسط اندهاش المؤرخ برنارد لوغان، الذي فكّك في درسه الافتتاحي مسار الدولة الأمة المغربية وتأثيرها في محيطها الجيوسياسي في علاقتها بدول الشمال والجنوب، واصفا التاريخ المغربي بالمتفرد في أنموذجه، والذي وصفه بـ«النادر»، حيث لا يحضر إلا لدى دول تعد على رؤوس الأصابع.

وأوضح الأكاديمي ذاته، الذي حلّ ضيفا على المركز الوطني للدراسات والأبحاث حول الصحراء، وبإشراف من كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية، (أوضح) أنه رغم كون تاريخ المغرب هو تاريخ سلالات حكمته من خلال المرابطين والسعديين والموحدين، إلا أن ذلك لم يؤثر على سيرورة واستمرارية الدولة، وأن هذه السلالات لم تشكل قطائع تاريخية في سلوك وبنية الدولة الأمة، بقدر ما كانت عامل استمرار وتعزيز قوة الدولة، على عكس الجارة الشرقية الجزائر التي لم تستطع أن تتشكل لديها بنية الدولة الأمة بالنظر لآثار الاستعمار المتتالي مع العثمانيين والفرنسيين وبشكل متلاحق لم يفسح المجال لتشكل الدولة الوطنية، وقال: «على عكس الفكرة السابقة التي تقول إن المغرب استمرارية تاريخية متواصلة بدون قطائع رغم حكمه من طرف سلالات سياسية ودينية، فالتاريخ في الجزائر يعرف عده قطائع منعت تأسيس الدولة».

وفي السياق ذاته، قال برنارد لوغان إن التوصيف الجامع للخصوصية المغربية في علاقاته الجيوبولتيكية مع جيرانه هو التوصيف العبقري للملك الراحل الحسن الثاني: «المغرب شجرة جذورها في إفريقيا وأغصانها في أوروبا»، داعيا الباحثين في علم السياسة إلى وضع هذه العبارة تحت مجهر التاريخ لفهم مضمونها السياسي والفلسفي. مبرزا أن الحديث عن تاريخ المغرب يتطلب الحديث عن تاريخ إفريقيا وعن تاريخ حوض البحر الأبيض المتوسط بالضرورة، نظرا للعلاقات الوطيدة بين الضفتين الجنوبية والمتوسطية والتي يشكل فيها المغرب فاعلا رئيسيا بينهما.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
حمل تطبيق آراء الآن