رياضة

كأس العالم “امريكا -كندا- المكسيك” ب48 منتخبًا

بعد ختام مونديال قطر 2022 في كرة القدم، الأول في منتصف موسم البطولات الأوروبية والمدمج من حيث المسافات القريبة بين الملاعب، سيشهد مونديال 2026 توسيع رقعة الاستضافة إلى ثلاث دول في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك بمشاركة قياسية لثمانية وأربعين منتخبا.

بعد إسدال الستارة على النسخة الـ22 بتتويج الأرجنتين أمام فرنسا الأحد في نهائي دراماتيكي، تستقبل القارة الأمريكية النسخة الثالثة والعشرين بعد ثلاث سنوات ونصف السنة، بمشاركة نحو ربع الدول الـ211 المنضوية إلى الاتحاد الدولي (فيفا)، بعد نحو ثلاثة عقود من مشاركة 32 منتخبا في البطولة المقامة مرة كل أربع سنوات.

بعد نسخة أولى عام 1930 بمشاركة 13 منتخبا، ثم 16 بين 1954 و1978، و24 بين 1982 و1994، جسد هذا التضخم الجديد الإصلاح الرئيس الأول لجاني إنفانتينو، رئيس “فيفا”، المعتمد عام 2017 بعد تبوئه منصبه.

قد يطرح هذا النظام الجديد مشكلات عديدة من حيث شكل البطولة واللوجستيات، مع احتمال إقامة أكثر من 100 مباراة مقارنة مع 64 في النسخ الأخيرة.

ولعشاق الرحلات السياحية بعيدة المسافة، تتوزع البطولة الأولى في التاريخ المقامة على امتداد ثلاث دول؛ بين فانكوفر وتورونتو في كندا، ومكسيكو وغوادالاخارا في المكسيك، وميامي ولوس أنجليس ونيويورك ودالاس وكنساس في الولايات المتحدة الأمريكية.

وفي أعين الدول المغمورة، ستكون فرصة حالمة بالمشاركة في الحدث العالمي الكبير.

قال النجم النيجيري السابق صنداي أوليسيه: “بالنسبة لنا نحن الأفارقة، هذه هدية من السماء. اعتقدت دوما بأهمية زيادة تمثيلنا. كلما زادت مشاركتنا، زادت فرصنا”.

تحديد النظام

التوزيع الجديد لعدد المشاركين يثير شهية الاتحادين الإفريقي والآسيوي: 9 بطاقات لإفريقيا (5 حاليا)، ثماني لآسيا (4.5 راهنا)، وواحدة لأوقيانيا المجبرة سابقا على خوض الملحق للتأهل.

ونظرا للمستوى المتقدم للمنتخبات الإفريقية التي أقصيت في الملحق الأخير، على غرار مصر والجزائر ونيجيريا، تشكل نسخة 2026 فرصة جيدة للقارة السمراء بالمنافسة أكثر على المراكز المتقدمة، خصوصا بعد الإنجاز التاريخي للمغرب في قطر وحلوله رابعا.

أما أوروبا، فسيرتفع عدد مشاركيها من 13 إلى 16، أمريكا الجنوبية من 4.5 إلى 6، وأمريكا الشمالية التي يستضيف ثلاثة منها البطولة إلى ستة بالمجمل مقابل 3.5 حاليا. وستمنح بطاقتان إضافيتان من خلال الملحق.

يبقى تحديد مسألة النظام. تطرق “فيفا”، في بداية المطاف، إلى 16 مجموعة من ثلاثة منتخبات، يتأهل منها اثنان إلى دور الـ32. وهذا الأمر يبقي نفس عدد المباريات للمنتخبات (7 للمتأهلين إلى النهائي)، بمجموع 80 مباراة؛ لكنه قد يؤدي إلى اتفاقات ضمنية وترتيبات مريبة بين منتخبين يخوضان المباراة الثالثة الأخيرة في دور المجموعات.

وأكد إنفانتينو، الجمعة، أنه يريد إعادة النظر في هذا النظام خلال “الأسابيع القليلة المقبلة”.

قال: “هنا (في قطر)، كان دور المجموعات (من أربعة منتخبات) رائعا حتى الدقيقة الأخيرة من كل مباراة. علينا إعادة النظر في ذلك، على الأقل إعادة مناقشة الشكل، إذا كانت 16 مجموعة من ثلاثة أو 12 مجموعة من أربعة”.

زيادة عدد الضيوف

وبحال اعتماد خيار 12 مجموعة من أربعة، قد يتخطى عدد المباريات المائة…

كما سيتضاعف عدد المدن المضيفة، مع 16 ملعبا مقابل ثمانية في قطر، بموازاة الجدليات الاقتصادية والبيئية حيال المسافات الطويلة التي يجب قطعها.

نتيجة لذلك، ستزداد إيرادات “فيفا” الذي يعول بشكل رئيس على هذه الدجاجة التي تبيض ذهبا. أعلن إنفانتينو عن ميزانية قياسية تبلغ 11 مليار دولار للدورة الرباعية المقبلة بين 2023 و2026، مقابل 7.5 مليارات للدورة الحالية التي شهدت مشاركة 32 منتخبا في نسخة 2022.

يبقى معرفة المردود المتوقع للمنتخبات المغمورة في بطولة بمستوى عالمي.

بالنسبة لأوليسيه، عضو مجموعة الدراسات الفنية في “فيفا”، فهو يرتكز على المفاجآت المحققة في مونديال قطر: “لا أعتقد أن جودة اللعب ستتأثر. بالعكس، شاهدنا ماذا فعلت السعودية في مباراتها الأولى” عندما صدمت أرجنتين ليونيل ميسي وفازت عليها 2-1.

ويقف النجم البرازيلي السابق رونالدو مع هذا التوسع: “أعتقد أن هذا النظام يمنح الفرصة للمشاركة في الاحتفال الكبير. لن يؤثر ذلك على المستوى الفني في النسخ المقبلة؛ بل سيزيد من عدد الضيوف”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
حمل تطبيق آراء الآن