آراء

هل هي المؤامرة؟

بقلم الدكتور محمد نشطاوي

بعيدا عن التباكي عن نتيجة المنتخب المغربي في نصف نهائي كأس العالم أمام المنتخب الفرنسي، وبعيدا عن كل إحساس بمرارة الهزيمة غير المستحقة بالنظر للمستوى الجيد الذي ظهر به أسود الأطلس، وبعيدا عن كل من سيتهمنا بغياب الروح الرياضية. إنها مجرد تساؤلات نطرحها من باب إحقاق الحق، ما دامت كرة القدم مجرد لعبة غير ذات حمولات أخرى.
هل من الصدفة أن يحرم الحكم المكسيكي المغرب من ضربتي جزاء كانتا قادرتين على تغيير النتيجة، وان لا يتم الرجوع مطلقا للفار للتأكد من صحتهما؟
هل من الصدفة أن يحضر الرئيس الفرنسي للمباراة ويغيب عنها أمير قطر، وهو الذي لم يفوت أيا من المباريات الأقل أهمية من مباراة النصف النهائي؟ أم أنه لم يكن راضيا عما حيك من مؤامرات ضد المنتخب المغربي، وأنه كان على علم مسبق بالنتيجة؟
هل من الصدفة أن تستعر حملة عنصرية على لاعبي المنتخب المغربي من عدد من المنابر الغربية بكونهم يجسدون طريقة احتفالات داعش؟
هل من الصدفة أن تشن حملة شعواء على رفع اللاعبين المغاربة في احتفالاتهم لعلم فلسطين باعتباره شعار ا سياسيا، ويتم التغاضي عن حمل شارة المثليين؟
هل كان تعاطف كل الشعوب العربية مع الانتصارات المغربية في المونديال، وتلك المشاعر الجياشة التي حفلت بها كل وسائل التواصل الاجتماعي هي السبب في ضرورة خسارة المغرب، لأن ذلك يسير ضد ما أريد للشعوب العربية ان تعيشه من ذل وهوان وإحساس بالهزيمة للأبد؟
هل كان فوز المنتخب المغربي ولو في كرة القدم سيشكل لحظة تاريخية فارقة عربية وإفريقية في نهضة وانعتاق وثورة على الدونية والاستغلال والتبعية خصوصا تجاه فرنسا؟
هل الخسارة مع فرنسا يجب ان تكون دائمة وأبدية وعنوانا للعلاقات مع المستعمر السابق و”الحالي” في مجالات كثيرة هي سبب تطوره وسبب نكستنا ثقافيا، وتعليميا واقتصاديا..، وأن الانتصار عليها ولو كرويا غير مقبول، ومستحيل (انمبوسي)، لأنه سيدفعنا إلى إعادة التفكير في طبيعة علاقاتنا معها في كل المجالات من منطلق الند للند؟
هل يجب أن يظل الفائز بكأس العالم إما أوربيا أو امريكيا لاثينيا، ولتذهب تطلعات الشعوب الأخرى إلى الجحيم لاسيما إذا كانت عربية أو أفريقية؟
تلك تساؤلات نطرحها إيمانا منا بأن لاشيء يأتي من فراغ.
فهل الأمر يتعلق بمؤامرة حيكت في الخفاء؟ أم أن النتيجة لا تعدو ان تكون عادية؟ وأنني لكوني أحب كل ما في هذا البلد بترابه واشجاره وهواءه مريض بنظرية المؤامرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
حمل تطبيق آراء الآن