الزاوية الأمغارية بتمصلوحت تعقد موسمها الثقافي والديني
انطلق الموسم الثقافي والديني السنوي للزاوية الأمغارية ، أمس السبت، بجماعة تمصلوحت التابعة لإقليم الحوز ، والذي يصادف الاحتفال بذكرى المولد النبوي.
وتميز اليوم الأول للموسم ، الذي يصادف اليوم السابع من ذكرى مولد الرسول الكريم، صلى الله عليه وسلم، بتنظيم لقاء تواصلي بمبادرة من مجلس مشيخة الزاوية الأمغارية تحت شعار “قيم المحبة والوسطية والتضامن لدى المغاربة: دور الزوايا والحركات الصوفية في تكريس هذه القيم مع باقي مكونات المجتمع المغربي”، بمشاركة علماء وباحثين في الشأن الصوفي وبحضور أحفاد الولي مولاي عبد الله أمغار مؤسس هذه الزاوية.
وتم خلال هذا اللقاء ، تكريم أحد كبار المتخصصين في الصوفية في العالم الإسلامي السيد أحمد لخليع.
وأبرزت شهادات المثقفين والباحثين المهتمين بالحركة الصوفية ، بهذه المناسبة ، دور هذه الشخصية المغربية الكبيرة في نشر وتقريب قيم التصوف وشخصياته التاريخية العظيمة في المملكة والعالم الإسلامي.
وقال أحمد لخليع في تصريح اعلامي، بهذه المناسبة، إنه فخور جدا بتكريمه في الزاوية الأمغارية بتمصلوحت، التي تعد “أول دار صلاح” في المغرب وأول حركة صوفية في العالم الإسلامي”، مشيرا إلى أن هذا التكريم يأتي اعترافا بعمله الدؤوب في نشر الصوفية المبنية على قيم السلام والمحبة والسنة النبوية التي تجسد الفلسفة الحقيقية للإسلام وروحه.
وينحدر أحمد بن عبد العزيز بن محمد لخليع من أسرة صوفية كبيرة حيث كان جده شيخا للطريقة الدرقاوية الصديقية بطنجة، وهو حاصل على إجازة في الاقتصاد، ودبلوم دراسات معمقة ودكتوراة في تاريخ الفكر حصل عليها في فرنسا، كما درس في كلية الشريعة بفاس.
بدأ حياته المهنية كمنشط لبرامج إعلامية سنة 1997 عندما انضم لإذاعة البحر الأبيض المتوسط (ميدي 1) من خلال برامج “موسيقى السماع التصوف حول العالم” و “السماع الصوفي”.
كما قام لخليع بتنشيط برامج عن التصوف وشيوخه على القناة الأولى، والقناة الثانية (دوزيم) ، وميدي 1 تيفي، وإذاعة “سي بي سي” المصرية ، وإذاعة “بي بي سي” وقناة “تي في 5”.
وأسس الخليع العاشق الكبير للسماع والموسيقى الصوفية أيضا فرقة “ابن عربي” للحفاظ على هذا النوع الفني العريق.
وقال شيخ الزاوية الأمغارية بتمصلوحت، السعيدي مولاي زغلول، في تصريح مماثل، إن “هذه الزاوية الدينية تعد أول ‘دار صلاح’ في المغرب، وأول حركة صوفية في العالم الإسلامي”.
وأضاف أنه “وخلال حياة مؤسسها، استقطبت الزاوية مريدين كثرا من جميع أنحاء المملكة والعالم الإسلامي، وكانت محجا لكبار المتصوفة الزهاد منهم والعلماء، والذين سيحملون مشعل علوم الدين”، مستشهد بنموذج مولاي أحمد علي بن ريسون، الذي قضى 11 سنة بتمصلوحت، قبل أن يعود إلى تازروت (جبل العلم) ليؤسس الزاوية الريسونية بتوصية من الولي الموقر مولاي عبد الله أمغار.
وأشار مولاي زغلول، في هذا السياق، إلى أن الزوايا تواصل الاضطلاع بدور التأطير الديني ونشر تعاليم الإسلام السمح والوسطي بفضل القرب من المواطنين.
وتميز هذا اليوم بتقديم مشروع كتاب عن أحفاد ونسب “الأمغاريين” لمؤلفيه مولاي الحسن الأزهري ومولاي فؤاد أمغاري.
ويتضمن برنامج موسم تمصلوحت محاضرات، ومجالس للذكر والسماع وعروض في فن التبوريدة، بالإضافة إلى أنشطة ثقافية متنوعة.
ويهدف تنظيم هذا الموسم السنوي إلى تعزيز الروابط بين أحفاد الولي الصالح مولاي عبد الله أمغار ، المقيمين بمختلف جهات المملكة.