سياسة

سبتة ومليلية تصنفان سياسية إسبانية “شخصا غير مرغوب فيه” لرفضها الاحتلال

بعد اتخاذ موقف مشابه، يوم الجمعة الماضي في مدينة مليلية المحتلة، أعلن مجلس سبتة المحتلة، اليوم الثلاثاء، في جلسة استثنائية عامة بالإجماع، اعتبار ماريا أنطونيا تروخيو، وزيرة الإسكان الإسبانية السابقة، “شخصا غير مرغوب فيه” في المدينة، على خلفية تصريحات أدلت بها، بداية الشهر الجاري في مؤتمر بمدينة تطوان، اعتبرها مسؤولو الثغرين المحتلين “تنفي الطابع الإسباني للمدينتين المتمتعتين بالحكم الذاتي”.

وكانت تروخيو قالت إن “سبتة ومليلية والصخور والجزر الصغيرة تمثل إهانة لوحدة أراضي المغرب”، قبل أن تضيف: “إنها بقايا من الماضي، تتعارض مع الاستقلال الاقتصادي والسياسي للمغرب والعلاقات الطيبة بين البلدين”، متسائلة في السياق ذاته: “إذا كانت إسبانيا غيرت موقفها التقليدي من الصحراء، فلماذا لا تستطيع تغيير موقفها من سبتة ومليلية والجزر والصخور؟”.

وأثارت هذه التصريحات جدلا واسعاً في أوساط السياسيين والمسؤولين الإسبان، سواء في إسبانيا أو المدينتين المحتلتين. واعتبرت الوثيقة التي تمت المصادقة عليها في مجلس سبتة أن تصريحات الوزيرة السابقة “تفترض عدم ولاء خطير لإسبانيا، وتجاهلا مطلقا للتاريخ والقانون وازدراء وعدم احترام لمشاعر الناس من سبتة ومليلية، الذين يشعرون بالإسبانية في أعمق جزء من حياتهم وقلوبهم”.

وأوضح المجلس: “سيادة مدينتنا لا شك فيها، ويضمنها النظام الدستوري والدولة”، مضيفاً: “الدفاع عن إسبانيتنا غير القابلة للتصرف يجب أن يكون موقفاً موحداً، بغض النظر عن الاختلافات الحزبية”.

وإلى جانب اعتبار مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين الوزيرة في حكومة خوسيه لويس ثاباتيرو (ما بين 2004 و2007) “شخصا غير مرغوب فيه”، سبق للأمين العام للحزب الاشتراكي العمالي في سبتة، خوان جوتيريز، أن قال: “هذه السيدة التي لم تعد عضوا في حزبنا قدمت بعض الآراء الشخصية التي رفضناها، لأن إسبانية سبتة ومليلية ليست موضع شك”، معتبرا أن تلك التصريحات “كانت هجومًا سخيفًا على مواطني سبتة ومليلية”.

واعتبار شخص “غير مرغوب فيه” يعتبر في العلاقات الدبلوماسية موقفاً سياسياً، يُتّخذ سواء ضد شخص أو دولة، على خلفية “موقف أو تصريح غير مقبول من المعني”، ويروم منع الشخص المعني من دخول الدولة التي اتخذ فيها الموقف أو البقاء فيها.

ولم يصدر عن ماريا أنطونيا تروخيو أي رد إلى حدود اليوم رغم مرور حوالي 5 أيام على اتخاذ مدينة مليلية المحتلة هذا القرار؛ فيما تؤكد المعطيات المتوفّرة لدى هسبريس أن تروخيو –التي تُقيم منذ سنوات في مدينة العرائش المغربية- تتواجد حالياً بإسبانيا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
حمل تطبيق آراء الآن