سياسة

عندما كسّر الملك محمد السادس شوكة الإرهاب بزيارة تاريخية إلى تونس

آراء- متابعة

كأيّ بلد خارجٍ من فوضى “الربيع العربي” وشكوكه، كانت تونس تترنّح وسط سيناريوهات متعددة، فيما كان شبح الإرهاب يخيم فوق هذا البلد الذي كان يمثل استثناء في المنطقة؛ وهو ما عبرت عنه زيارة الملك محمد السادس للعاصمة تونس خلال عام 2014، والتي اعتبرها محللون آنذاك بأنها “تعطي لتونس صورة جديدة بعيدا عن مشاهد الدمار والقتل”.

بعد سقوط نظام زبن العابدين بن علي، على أعقاب “ثورة الياسمين” وبروز موجة من التحديات الأمنية، اختار الملك محمد السادس أن يكون أول قائد عربي يزور “مهد الثورات العربية”، حيث قوبلت هذه الزيارة بترحيب كبير من قبل التونسيين، خاصة بعد تمديده لزيارته وتخصيص إقامته في تونس للترفيه والسياحة.

وكانت المشاهد القادمة من تونس، التي خرجت لتوها من تداعيات عمل إرهابي استهدف مقر وزارة الداخلية، تعطي الانطباع بأن البلد استطاع تجاوز محنة “الانقسامات والإرهاب”، حيث تنقل الملك في جولات ومن دون حراسة مشددة وبزي رياضي في ساحات وأسواق تونس وبشارع بورقيبة أو ما أصبح يعرف في تونس بـ”شارع الثورة”.

وظهر العاهل المغربي يسير منفردا في شارع الحبيب بورقيبة، والذي تلتقي فيه عدد من الشوارع الرئيسية؛ منها شارع جدّه الملك الراحل محمد الخامس، وشارع روما، وشارع الجزائر العاصمة، وشارع باريس، وشارع القاهرة.

وراجت على مواقع التواصل ووسائل الإعلام صور يظهر فيها الملك محمد السادس وهو يتجول في شارع بورقيبة الشهير بالعاصمة تونس، على الأقدام؛ وذلك لدى زيارة العمل التي قام بها بدعوة من الرئيس التونسي منصف المرزوقي.

وبدا الملك محمد السادس في الصورة، التي بادرت إلى نشرها صحف محلية، وهو يسير بين الناس في شارع بورقيبة، دون حراسة أمنية مشددة، حيث كان يحيط به سريا عدد قليل من حراسه بلباس خفيف غير بعيد عنه.

ووفقا لملاحظين تونسيين فإنّ جولة الملك المغربي على الأقدام كانت رسالة مفادها أن الأمن مستقر في تونس وجاءت أيضا دعما للانتقال الديمقراطي.

وكتبت المدونة أحلام عبدلي حينها: “شكرا لجلالة الملك محمد السادس، شعبنا سيتذكر أنه ذات يوم من أيام 2014، وتونس في أزمة اقتصادية خانقة، وسياحتها تنوء حديثا تحت ضربة إرهابية موجعة، قام ملك صديق لتونس بجولة في شوارع العاصمة، وصافح أهلها وسمح بصور تذكارية مع أبنائها وبناتها وكأنه في مراكش أو فاس”.

وحافظت تونس، طوال عقود ما بعد الاستقلال، على موقف محايد تجاه نزاع الصحراء بين المغرب والجزائر، ولم تدعم طرفا على حساب الآخر؛ غير أن تونس اختارت، في الآونة الأخيرة ومع وصول قيس سعيد إلى السلطة، الاصطفاف إلى جانب محور الجزائر وضرب مصالح المملكة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
حمل تطبيق آراء الآن