حفل توقيع رواية “سيدي غريب” لمؤلفها عبد الرزاق بنشعبان
نظم، مساء أمس الخميس، بمراكش، حفل توقيع رواية “سيدي غريب” لمؤلفها عبد الرزاق بنشعبان، بحضور ثلة من المثقفين والكتاب والفنانين والطلبة.
ويستحضر بنشعبان في هذه الرواية التاريخية، الواقعة في 172 صفحة من القطع المتوسط، والصادرة عن مؤسسة “المنار”، ماعاشه خلال سفر يرجع إلى القرون الوسطى، ليفتح من خلاله أعينه على مسافر شاب اسمه (سيدي غريب) من خلال حقائق شهدتها تلك الحقبة، والتي نعيش جزءا منها حاليا.
هذا السفر مكن هذه الشخصية الرئيسية، التي تتواجد بالمغرب والأندلس خلال تلك الحقبة، وكذا القارئ في القرن العشرين من رؤية وقائع لا توصف.
وتحكي الرواية سفر هذا الشاب الذي يودع أسرته وأصدقاءه ومنزلة، حيث يقطع مسارا يتكون من الجبال والصحاري من المغرب إلى الأندلس، بحثا عن العلم وعلوم الطبيعة والماء التي يتوق إلى معرفتها.
وقال بنشعبان، في تصريح لقناة (إم 24) الإخبارية التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، إنه استحضر في روايته ضريح “سيدي غريب”، الذي يوجد بالقرب من أسوار مراكش.
وبحسب المؤلف فإنه “لا أحد يعرف حقيقة الحياة التي عاشها، باستثناء السيرة التقديمية لهذا الضريح، فهذا الشخص يبقى في حقيقة الأمر مجهولا، كقدره الذي يعد أيضا غير مفهوم”.
وتابع أن أب “سيدي غريب” كان متعدد الزوجات، الشيء الذي دفع إحدى الزوجات إلى القضاء على جميع أبناء الزوجات الأخريات، غير أنه تمكن من النجاة بعدما سافر ليلا إلى الأندلس، ليكتشف في طريقه رعاة بلده الأصلي، ثم يقطع جبل طارق وصولا إلى الأندلس التي شكلت نقطة تحول مكنته من اكتشاف الحدائق والفلاحة، والاشتغال في الضيعات الإسبانية، وشرع أيضا في التردد على المكتبات الأندلسية ليتفحص جميع المعاهدات المكتوبة من طرف أساتذة كبار متخصصين في علوم النباتات”.
وواصل هذا الشاب رحلته الاستكشافية، التي قادته إلى واحات الجنوب، ليكتشف هناك فن الخطارات، ويتعرف على كيفبة استخراج الماء من أعماق الأرض، وفي طريق عودته إلى مراكش، عاين ما خلفه الجفاف والجراد من ويلات، حيث مرت البلاد بفترة طويلة من الجفاف، عرفت خلالها وباء الكوليرا،
ولدى وصوله إلى مراكش استرجع الشاب أراضي والدته، ولما اخضرت البلاد أحدث مدرسة للفلاحة ليقوم بتلقين الشباب الذين توافدوا من كل انحاء المغرب، علوم الفلاحة، وبفضل هذه الانجازات تم استدعاؤه من طرف الملك، فتحولت الجلسة العمومية إلى حفلة خاصة ليتعرف الملك بسرعة على هذا الأجنبي، ويقوم بتكريمه، حيث رفض سيدي غريب هذا التكريم بطريقة لبقة، وعاد لينام تحت شجرة وسط الحديقة. وقد توفي سيدي غريب كبستاني عادي كما أراد دائما.