“سردين مراكش” … كم نحن في حاجّة إلى هؤلاء
بقلم أشرف السليطين الأمغاري
بوجه بشوس و صراحة قل نظيرها، طل عبد الإله المراكشي أو مول الحوت على المغاربة، راسماً مساحة أمل في قلوب البعض ، حيث كسر الشاب المراكشي أعراف المضاربين ومنطق الشنيق” الذي تعرفه الأسواق في شتى مستلزمات الحياة وموادها الإستهلاكية ، ليعطي أمثلة حية عن القناعة و الرضا و يفضح شجع البعض و ” تسمسير ” الآخرين الذين استباحوا اموال المغاربة .
عبد الاله أقر بعفويته أن القناعة سر لا يفنى و كنز لا يموت، وأنه حرّ في تجارته مادام العقد شريعة المتعاقدين ومادام الاخير سيد نفسه و مرتاح في تجارته و راضي بهامش ربحه فلا سلطة لغيره عليه ولا مجال لمن يضارب ان يفرض عليه المزايدة على بسطاء وطنه . فطلته في كل مرة تزيد من هوة المعضلة و تسائل الكثيرين .فهل سردين مراكش وصل للعالمية وهل مراكش المدينة السياحية التي لم ينعم عليها الخالق أن تكون ساحلية.. ستكون قبلة المتناقضات و موضوع نقاش كبير ، فكيف تستقيم المعادلة اذن .. مدينة ليست بالساحلية يباع فيها السردين بأرخص الأثمنة ليبقى في متناول الجميع ..
كثيرون حاولوا فهم الوضع و مقاربته ، لكن الحقيقة واضحة و معلنه سلفا على لسان الشاب عبد الاله.. فالقناعة مبتغاه والرضى قائم في سريرته و هامش ربح صغير خير له من أموال كثيرة على حساب معاناة الناس و فوق استطاعتهم .
سجل الشاب المراكشي علامة تفوّقه بامتياز و رسم له مكانة مرموقة بيّن الناس و حظي بالإشادة من كل بقاع المملكة الشريفة، هو الذي أحدث ضجة كبيرة أسالت الكثير من المداد و استظهرت حقائق عدة و جعلت الكثيرين ” يقاربون الوضع بكثير من التفاؤل ” القناعة شرط و الرضا واجب عملاً بمبدأ ” الله يطّرح البركة والله يخلف” .
عبد الاله نموذج يكسّر منطق المضاربين و يفضح ألاعيبهم و يعري عن أزمتهم الواهية..ليعيد الثقة بين البائع والمشتري و يفتح آفاقا جديداً و يعلن عن فترة راحة مؤقتة بين طرفي السوق ليكونا معا في معادلة رابحة بمبدأ ” لاضرر ولا ضرار ” فمتى يأتي الدور اذن على الآخرين ؟ فالسوق تحتاج للكثير من شاكلة عبد الاله .