لماذا لا يتم التفكير في إحداث مراحيض عمومية بساحة جامع الفنا..؟!
تعتبر ساحة جامع الفنا، قلب مراكش النابض، ووجهتها السياحية الأولى، حيث تستقبل يوميًا آلاف الزوار من المغاربة والأجانب، وتمثل مسرحًا مفتوحًا يختزل عبق التاريخ وسحر الحاضر، حيث تختلط فرجة “الحلقة” بأنغام الموسيقى الشعبية وروائح المأكولات التقليدية، في مشهد قلّ نظيره. ومع كل هذه الدينامية، تُطرح علامة استفهام كبيرة: لماذا تغيب المراحيض العمومية أو المتنقلة عن هذا الفضاء الاستثنائي؟
و رغم أن الساحة تُصنّف ضمن التراث العالمي للإنسانية، وتُعتبر نقطة جذب سياحي من الطراز الرفيع، إلا أن المرافق الأساسية التي تضمن راحة الزوار تظل غائبة بشكل محير. الزائر، سواء كان سائحًا أو مواطنًا، يجد نفسه في وضع حرج كلما احتاج إلى قضاء حاجة بيولوجية بسيطة، حيث يُضطر إلى التوجه الى مقهى أو مطعم فقط لاستعمال المرحاض، وغالبًا ما يُواجه بالمنع أو يُطلب منه أداء مقابل، في غياب أي بديل عمومي متاح او يقع ضحية ابتزاز .
و يُفاقم هذا الغياب غير المبرر معاناة فئات هشة مثل المرضى، كبار السن، أو الأطفال، الذين لا يستطيعون الانتظار أو التنقل لمسافات طويلة بحثًا عن مرحاض ،اذ يبقى من الواجب استحضار الأمر بشكل استعجالي سيما في ظل مشروع تأهيلي جديد يستهدف ساحة جامع الفنا ..
ومع كل هذا ببقى السؤال الجوهري ، أليس من المنطقي أن تُوفَّر مراحيض متنقلة في ساحة تعرف كل هذه الحركية والازدحام؟ أليس من واجب السلطات المحلية والجهات الوصية التفكير في حلول بسيطة لكنها ضرورية لتحقيق تنمية مستدامة ..