مجتمع

مراكش وسؤال السياسة الترفيهية

هيئة التحرير 

تواصل الحرارة في مراكش خلال فصل الصيف ،تحطيم الأرقام المعتادة، إذ تتجاوز أحيانًا 45 درجة مئوية في مناخ شبه جاف يفرض على الساكنة نمط عيش صعب، ينتقل بين التزام المنازل طوال النهار وتدبير طرق محدودة للترويح عن النفس بغد الغروب.

و على الرغم من التوسع العمراني المتسارع الذي شهدت عاصمة النخيل، إلا أن بنيتها التحتية الترفيهية لم تواكب بعد التحولات المناخية والاجتماعية، ما يجعل خيار الهروب إلى المسابح أو الحدائق  رفاهية لا يطالها الجميع.اذ تفتقر الأحياء الشعبية، التي تضم نسبة هامة من المواطنين، إلى فضاءات  يمكن ارتيادها بأسعار مقبولة، فيما تحتكر الفنادق والمنتجعات السياحية المتاخمة للمدينة او تلك المتواجد في افخم نقاط المدينة السياحية ، عددا من المسابح المجهزة، لكنها تظل خارج متناول الفئات المتوسطة والفقيرة بسبب كلفة الولوج المرتفعة التي تفوق منطق ” الدرويش “

واقع يضعنا أحيانا أمام حالات استثنائية لشباب وأطفال يتخدون قنوات الري أو المجاري المائية المكشوفة ” الساغيات” واحسانا النافورات ملاذاً لملامسة قطرات المياه العذبة ، رغم ما تحمله من مخاطر صحية وبيئية، في مشهد يطرح تساؤلات ملحة عن مدى قدرة المسؤولين والمصالح المعنية على توفير خيارات آمنة وصحية ومناسبة الدخل.

وعلى الرغم من مجهودات المجلس الجماعي بإفتتاح المسابح البلدية استعدادا لموسم الصيف في مختلف مقاطعات المدينة، إلا ان محدودية هذه الاخيرة وعدم تلبيتها للكم الهائل من الوافدين يجعلها امام تحدي الجودة  .

هذا وتستدعي خصوصية عاصمة النخيل، بلورة برامج صيفية تراعي ظروف المدينة وروحها السياحية والإنسانيّة في آن، حتى لا يبقى الحق في الترفيه حكرا على الزوار أو الميسورين فقط.

و تبقى مراكش الأجدر بسياسة ترفيهية تلامس خط الطبقة المتوسطة و الفقيرة التي لا تقدّر على تحمل تكاليف المعيشة المرتفعة خصوصا في ظل الارتفاع المتزايد للأسعار بعاصمة النخيل .

للإشهار على جريدة آراء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
PNFPB Install PWA using share icon

For IOS and IPAD browsers, Install PWA using add to home screen in ios safari browser or add to dock option in macos safari browser

حمل تطبيق آراء الآن