بقلم أشرف السليطين الامغاري
تحية طيبة
النقد البناء هو جزء من أماني المستقبل وتشخيص سليم للحاضر بنظرة طموحة و تفاؤل ايجابي..إن منظومة الكرة المغربية لطالما شكلت أرضية خصبة للنقاش و ابداء الرأي . ولم تكن يوما مترفعة عن الإحتجاج السليم لأنه رغم النهظة المحققة والاوراش المنجزة إلا أن هناك أمور لابد وأن يتم الوقوف عندها وتصحيحها. إن كرة القدم المغربية و رغم التطور الكبير الذي شهدته في السنوات الأخيرة بلغة الأرقام والإحصائيات فإنها لا تخلو من نقاط الإستفهام التي تشوش على سيرورة النهضة الرياضية و النجاعة المتوخاة، ولذلك يبقى لزاما أن نقف جميعا عند محطات مراجعة الذات و التمحيص في الأسباب و المسببات للخروج بخلاصات موضوعية وبناءة قصد مواصلة العمل على التطوير و التقدم . معيقات البطولة الإحترافية: فعلى سبيل المثال وليس الحصر يلاحظ أن البطولة الوطنية لازالت تحت رحمة جدل التحكيم ، زد على ذلك البرمجة المهزوزة ، التي تربك حسابات الأندية..دون نسيان التفاوتات الكبيرة في البنية التحتية ، و الادهى من ذلك قرارات التهجير و الاغلاق التي ضربت الكرة الوطنية خلال الموسم الفارط في مقتل وجعلت تسويقها لا يرقى لتطلعات الشركاء و المتتبعين و الراغبين في الاستثمار بل عجزت عن نحقيق العلامة الكاملة . كأس العرش والإنصاف : المنتخب الوطني الأول و طموح التتويج: لا يختلف اثنان أن أسود الأطلس حققوا ما عجزت عنه منتخبات افريقيا عريقة و اخرى عالمية لها احترامها ، من خلال انجاز قطر 2022 الذي سيبقى محفورا في ذاكرة كرة القدم الوطنية والعربية والأفريقية لسنوات طويلة ، دون نسيان جيل ذهبي من اللاعبين المتوهجين تحت قيادة مدرب محترم وذو كفاءة عالية ،لكن رغم كل هذه المكتسبات المحققة يبقى هاجس الجماهير المغربية ، التتويج القاري في النسخة القادمة من السمراء الافريقية على الاراضي المغربية ، لأنه حقا حلم عصي طال إنتظاره مند آخر تتويج سنة 1976 بإثيوبيا. خاتمة: إن النهوض الحقيقي بكرة القدم الوطنية لا يتحقق إلا بجرأة في التشخيص، وصدق في النية، ووضوح في الرؤية. وما بين الإنجاز والطموح، تظل المسؤولية مشتركة بين مختلف الفاعلين، من مؤسسات وجامعات وأندية وإعلام وجماهير. فالتاريخ لا يرحم، والفرص لا تنتظر، وإذا كنا نفاخر اليوم بمكتسبات الأمس، فإن المستقبل لن يُبنى إلا بنقدٍ مسؤول، يضع المصلحة العامة فوق كل اعتبار، ويجعل من الكرة مرآة لمجتمع يعشق التطور ويؤمن بقيمة التغيير. |