تستعد مدينة مراكش لاحتضان حدث علمي هام في مجال التنمية الحضرية، حيث من المقرر أن يستضيف متحف محمد السادس لحضارة الماء النسخة الثالثة من المؤتمر البيداغوجي للمدينة الذكية على المستويين العربي والإفريقي.
وقد أعلن عن تنظيم هذا المؤتمر المهندس لطفي بناني، مدير مكتب الدراسات الهندسية “إينوفاتيل إنجنييرينغ”، خلال ندوة صحفية عقدت بمدينة الدار البيضاء، ومن المنتظر أن تُعقد فعاليات المؤتمر يومي 13 و14 ماي 2025.
يُعقد المؤتمر تحت شعار طموح هو: “رؤى واستراتيجيات عربية وإفريقية من أجل أقاليم ذكية، مستدامة وآمنة”.
ويأتي هذا الحدث بمبادرة من مكتب “إينوفاتيل إنجنييرينغ”، بشراكة مع المجلس الجماعي لمدينة مراكش، وبتنسيق مع مجموعة واسعة من الهيئات والمؤسسات الوطنية والدولية، من ضمنها الجمعية المغربية لرؤساء مجالس العمالات والأقاليم، والجمعية المغربية لرؤساء المجالس الجماعية، ومنظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة لإفريقيا، بالإضافة إلى المنتدى العربي للمدن الذكية بالمملكة الأردنية الهاشمية.
ويحظى المؤتمر بإشراف مباشر من وزارات حكومية رئيسية بالمغرب، مما يعكس أهميته وطابعه الوطني والدولي في آن واحد.
وتشمل هذه الوزارات كلاً من وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، وزارة التجهيز والماء، ووزارة النقل واللوجستيك.
ويُبرز هذا الإشراف الحكومي مدى الأهمية التي توليها المملكة لمستقبل المدن الذكية ودورها في التنمية الشاملة.
وفقاً للبلاغ الصادر خلال الندوة الصحفية، سيشهد المؤتمر مشاركة نوعية وواسعة من فاعلين رئيسيين في مجالات متعددة ذات صلة بموضوع المؤتمر، مثل التهيئة الحضرية، الهندسة، التكنولوجيا، والسياسات العمومية.
ستتيح هذه المشاركة للخبراء والفاعلين تقديم أحدث ابتكاراتهم في مجالات المدن الذكية والمستدامة، كما ستوفر فرصة قيمة للتشبيك والتواصل وتبادل الخبرات بين مهندسين معماريين، مخططين للمدن، وصناع قرار قادمين من دول عربية وإفريقية وعالمية مختلفة.
وتكتسي هذه الدورة أهمية خاصة، لاسيما أنها تأتي في سياق استعداد المغرب لاحتضان تظاهرات رياضية عالمية كبرى مثل كأس العالم 2030، مما يمنح أهمية متزايدة لمشاريع التنمية الحضرية الذكية التي تسهم في التنمية المحلية والجهوية.
تتميز النسخة الثالثة من المؤتمر بحضور شرفي لدولتين وازنتين هما دولة قطر والجمهورية الكاميرونية، وتترأس الوفد الكاميروني المشارك في المؤتمر وزيرة الإسكان والتنمية الحضرية شخصياً، مما يؤكد على مستوى التمثيل والأهمية التي توليها الدول المشاركة للحدث.
كما سيشهد المؤتمر مشاركة دول أخرى فاعلة في مجال المدن الذكية من العالم العربي وإفريقيا، مثل المملكة الأردنية الهاشمية والجمهورية الإسلامية الموريتانية، إلى جانب دول أخرى.
وستشكل خمس استراتيجيات وطنية رئيسية محوراً أساسياً للنقاشات والتدارس خلال هذه النسخة من المؤتمر، وتهم هذه الاستراتيجيات الوطنية كلاً من: الاستراتيجية الوطنية للنجاعة الطاقية التي تهدف إلى تقليص استهلاك الطاقة بنسبة 20% في أفق 2030، السياسة المائية الوطنية التي ترتكز على تعبئة الموارد المائية التقليدية وتطوير تحلية مياه البحر وإعادة استخدام المياه العادمة، الاستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة التي تضع الاقتصاد الأخضر الشامل كهدف محوري في أفق 2030، استراتيجية التنقلات الحضرية التي دخلت حيز التنفيذ بعد اعتمادها سنة 2008 بدعم من البنك الدولي، وأخيراً الاستراتيجية الوطنية للمغرب الرقمي 2030 التي تهدف إلى بناء اقتصاد رقمي قوي قادر على خلق 240 ألف منصب شغل مباشر.
