مراكش تستضيف المؤتمر الوطني لطب الكلى
يحتضن قصر المؤتمرات بمدينة مراكش، ابتداءً من يوم غد الخميس الثامن من ماي الجاري، فعاليات الدورة الحادية والعشرين من المؤتمر الوطني لطب الكلى.
يُعد هذا المؤتمر محطة علمية بارزة يهدف إلى رسم ملامح وتحديد مسار مستقبل هذا التخصص الطبي الحيوي في المملكة المغربية.
سيشهد المؤتمر، الذي تُنظم أشغاله على مدى ثلاثة أيام، مناقشة مستفيضة لمحاور تُعتبر جوهرية في مجال طب الكلى.
وسيكون من أبرز هذه المحاور التركيز على زراعة الكلى، التي ينظر إليها المختصون ليس فقط كخيار علاجي مكمل، بل كضرورة حياتية ماسة وأمل حقيقي يمكن أن ينقذ حياة آلاف المرضى الذين يعانون بشكل كبير ويُنهكهم الاعتماد على جلسات تصفية الدم المستمرة.
وفقاً للمنظمين، فإن طموح هذا المؤتمر يتجاوز مجرد عرض آخر المستجدات العلمية والطبية في التخصص. بل من المقرر أن يسهم المشاركون والخبراء في وضع “خارطة طريق” واضحة المعالم نحو تطوير طب الكلى في المغرب في أفق عام 2030.
وتطمح هذه الخارطة لأن تؤسس لمنظومة صحية متكاملة ومبتكرة وإنسانية لمواجهة القصور الكلوي، حيث تصبح الوقاية، والتغذية العلاجية المتخصصة، وزراعة الكلى، والتخصص الطبي الدقيق في هذا المجال، ركائز إستراتيجية لمنظومة فعالة ومستدامة.
وفي هذا السياق، يسلط البروفيسور إدريس القباج، رئيس الجمعية المغربية لطب الكلى، الضوء على تحدٍ كبير يواجه ورش زراعة الكلى في المغرب.
فرغم أن المملكة تتوفر على فرق طبية مؤهلة تقنياً وبشرياً بشكل ممتاز، قادرة على إجراء عمليات زرع الكلى في مختلف القطاعات الصحية (العمومي، العسكري، والخاص)، إلا أن غياب “برنامج وطني منظم ومندمج” لزراعة الأعضاء يجعل هذا الورش الحيوي الهام في حالة “جمود غير مبرر”.
ويعكس بلاغ صادر عن منظمي المؤتمر إحباطاً ودعوة جماعية واضحة وصريحة من أطباء الكلى. حيث يؤكدون بقولهم: “لدينا كل شيء: الكفاءات، البنيات، الإطار القانوني، والموافقة الدينية (على التبرع بالأعضاء)، غير أن ما ينقص هو الإرادة السياسية والتنظيم المؤطر على الصعيد الوطني”. ويختتم البلاغ بنداء قوي يدعو الدولة إلى “الخروج من منطقة الصمت” و”تفعيل مشروع وطني شامل لزراعة الأعضاء”.
يُشكل المؤتمر الوطني لطب الكلى بمراكش فرصة حاسمة لتبادل الخبرات والمعارف، ولكنه أيضاً منصة هامة لتسليط الضوء على التحديات القائمة وتوجيه دعوات صريحة للجهات المسؤولة لاتخاذ الإجراءات اللازمة لتطوير هذا التخصص الحيوي وإنقاذ حياة آلاف المرضى الذين ينتظرون أملاً جديداً.