شهدت العاصمة الرباط، صباح اليوم الخميس، احتفالات فاتح ماي التي نظمتها المركزيات النقابية الكبرى، في أجواء ميزها الزخم الخطابي والمطالب الاجتماعية، وسط حضور لافت للقيادات النقابية والفاعلين العماليين.
وتقدمت المسيرات والتجمعات التمثيليات النقابية لكل من الاتحاد المغربي للشغل (UMT)، والاتحاد العام للشغالين بالمغرب (UGTM)، والكونفدرالية الديمقراطية للشغل (CDT)، والمنظمة الديمقراطية للشغل (ODT)، والاتحاد الوطني للشغل بالمغرب (UNTM)، في مشهد عكَس حجم التوتر الاجتماعي الذي يطبع المرحلة، والتطلعات العمالية إلى إصلاحات ملموسة.
وعبرت القيادات النقابية، في خطاباتها، عن اعتزازها بالنجاحات الدبلوماسية التي راكمها المغرب في ملف الوحدة الترابية، خصوصاً عبر توالي الاعترافات الدولية بسيادة المملكة على أقاليمها الصحراوية، مشددة على أهمية مواصلة التعبئة الوطنية في هذا الملف الاستراتيجي.
في المقابل، لم تغفل النقابات الإشارة إلى السياق الدولي والإقليمي المعقد، والذي يتسم بتداعيات الأزمات الاقتصادية العالمية، والتغيرات المناخية، وارتفاع مؤشرات التوتر الاجتماعي. وهو ما جعلها تدعو إلى تعزيز التماسك المجتمعي، ومحاربة الفقر، وتقليص الفوارق الاجتماعية، إلى جانب دعم الفئات الهشة وترسيخ مقومات الدولة الاجتماعية.
ورفعت المسيرات العمالية شعارات قوية تطالب بتحسين الأجور، والرفع من المعاشات، وصون مكتسبات التقاعد، ودمج الشباب العاطل في سوق الشغل، مع إقرار تدابير فعالة لدعم المقاولات الصغرى والمتوسطة، باعتبارها رافعة أساسية للتنمية الاقتصادية.
ولم تغب القضايا الدولية عن المشهد، حيث عبرت مختلف النقابات المشاركة عن تضامنها الثابت مع الشعب الفلسطيني، وحقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، في تجسيد لامتداد البعد التضامني لقيم العمل والنضال النقابي