مجتمع

ثلاثة أسئلة لمسؤول بالمديرية العامة للأرصاد الجوية

يشهد المغرب، منذ عدة أيام، عودة ملحوظة للتساقطات المطرية بعد فترة طويلة من الجفاف. وفي حوار مع وكالة المغرب العربي للأنباء، يسلط رئيس مصلحة الشراكة والتواصل بالمديرية العامة للأرصاد الجوية، الحسين يوعابد، الضوء على هذه الظاهرة الجوية.

1- كيف تفسرون التساقطات المطرية التي سجلت مؤخرا بالمغرب؟ وما تأثيرها على احتياطات المياه والفلاحة؟

تأتي هذه التساقطات المطرية نتيجة للمنخفض الجوي العميق “جانا”، والذي أثر على أوروبا الغربية قبل أن يصل إلى المغرب. وقد أدى هذا المنخفض إلى هطول كميات كبيرة من الأمطار خلال نهاية الأسبوع المنصرم، بعد عدة أشهر من الجفاف.

فطيلة نهاية الأسبوع، شهدت مناطق واسعة من المملكة تساقطات مطرية عامة، شملت شمال ووسط وشرق البلاد. وكانت غزيرة بشكل خاص في المناطق الشمالية، حيث سجلت طنجة 82 ملم، نظرا لموقعها الجغرافي وتأثرها المباشر بالتيارات الرطبة القادمة من المحيط الأطلسي.

كما عرفت سواحل المحيط الأطلسي تساقطات مطرية معتدلة، بلغت على الخصوص 66 ملم في الرباط، و58 ملم بالقنيطرة، و42 ملم بالدار البيضاء. كما وصلت هذه الأمطار إلى المناطق الداخلية والجبلية، حيث كان تأثيرها كبيرا على مستويات المياه الجوفية، بعدما بلغت 65 ملم في إفران و36 ملم في تازة.

من جهتها، شهدت مناطق جنوب وجنوب شرق البلاد هطول الأمطار، كما هو الشأن في أكادير بـ 21 ملم، و18 ملم في تارودانت. وفضلا عن الأمطار، تم تسجيل تساقطات معتدلة للثلوج بجبال الريف والأطلس المتوسط، بمعدل 15 سنتمتر في قمة جبل تيديرهين، و26 سنتمتر بزاوية أحنصال، و25 سنتمتر في بويبلان.

وكان لهذه التساقطات المطرية الأخيرة تأثير كبير على احتياطات المياه والفلاحة في المغرب. بالنسبة للفلاحة، فإن لهذه الأمطار تأثيرا إيجابيا وخاصة على المحاصيل الربيعية.

ومن منظور احتياطي المياه، تعتبر هذه الأمطار حاسمة لتجديد احتياطيات المغرب من المياه التي تأثرت بشدة جراء عدة سنوات من الجفاف.كما تساهم هذه المياه في زيادة حقينة السدود، والرفع من مستويات المياه الجوفية، التي تعتبر ضرورية لإمدادات مياه الشرب والسقي الفلاحي.

2- هل تتوقع المديرية استمرار هذه الظاهرة خلال الأيام القليلة المقبلة؟

تشير توقعات الأرصاد الجوية للأسبوع الجاري إلى استمرار الأجواء المضطربة، مع وصول منخفضات جوية جديدة تحمل تيارات باردة ورطبة من الشمال الغربي. هذه الحالة الجوية قد تؤدي إلى هطول أمطار وثلوج جديدة، مصحوبة بانخفاض في درجات الحرارة.

وبخصوص اليوم الثلاثاء، يتوقع هطول أمطار أو زخات محلية قوية على مناطق طنجة واللوكوس والغرب والسايس والريف والأطلس المتوسط. كما ينتظر نزول أمطار أو زخات محلية معتدلة على السهول الواقعة شمال آسفي وهضبتي الفوسفاط وأولماس، وكذا جبال الأطلس الكبير.

كما يتوقع تساقطات ثلجية على قمم الأطلس الكبير والمتوسط، فيما يتوقع أن يكون الطقس باردا نسبيا مع تكون الصقيع أوالجليد على المرتفعات والمناطق المجاورة له.

وينتظر أن تهب رياح قوية نسبيا إلى قوية محليا بمدينة طنجة والسهول في شمال الصويرة والريف والأطلس والجنوب الشرقي والشرق. وستتراوح درجات الحرارة الدنيا بين -01/04 درجة مئوية في الأطلس والريف والمرتفعات الشرقية.

ويتوقع، غدا الأربعاء، هطول أمطار أو زخات رعدية، تكون أحيانا غزيرة محليا، في كل من طنجة واللوكوس وشمال الغرب والأطلس المتوسط والريف وغرب البحر الأبيض المتوسط. وينتظر أيضا هطول أمطار على السهول في شمال الجديدة وأولماس والسايس والأطلس الكبير والشمال الشرقي وشرق ساحل الأبيض المتوسط.

وينتظر أن تهب رياح قوية نسبيا إلى قوية محليا بمدينة طنجة والسهول شمال الصويرة والريف والأطلس والجنوب الشرقي والشرق.

ومن الخميس إلى السبت، من المحتمل نزول أمطار أو زخات رعدية، كما هو الشأن يومي الخميس والجمعة بالمناطق الشمالية والوسط، والأطلس والريف والشمال الشرقي.

3- ما هي التدابير المتخذة من طرف المديرية العامة للأرصاد الجوية لتوقع هذه التقلبات الجوية والتخفيف من تأثيرها ؟

تلتزم المديرية العامة للأرصاد الجوية، بشكل كامل، بحماية الأشخاص والممتلكات، وضمان مراقبة صارمة وتوقعات دقيقة لظروف الطقس والمناخ. ويتجلى دورها الأساسي في إصدار النشرات الإنذارية والتحذيرات، لإخبار السلطات والساكنة بالمخاطر المرتبطة بالتقلبات الجوية.

كما تتعاون المديرية بشكل وثيق مع السلطات المعنية لتنسيق إجراءات الوقاية من الأزمات وتدبيرها، وتوفير المعلومات والخدمات المتعلقة بالطقس والمناخ، بما يتناسب مع احتياجات القطاعات السوسيو اقتصادية. وإدراكا منها لأهميتها، عملت المديرية العامة للأرصاد الجوية على تحديث آلياتها من خلال إطلاق، سنة 2022 في إطار رؤيتها الاستراتيجية تحت وصاية وزارة التجهيز والماء، نظام الإنذار الرصدي وجودة التنبؤات الرصدية على الصعيدين الجهوي والمحلي.

ويعمل هذا النظام على تعزيز قدرة المديرية على توقع المخاطر وتدبيرها، من خلال تزويد المستخدمين بالوسائل التقنية للولوج إلى المعلومة المتطورة عبر موقع “vigilance.marocmeteo.ma” أوالرسائل النصية القصيرة الموجهة إلى مختلف صناع القرار.

للإشهار على جريدة آراء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
حمل تطبيق آراء الآن