رفض مغربي للتمور الجزائرية
حققت حملة مقاطعة التمور الجزائرية نجاحا ساحقا في المغرب، بعد يومين فقط من بدء شهر رمضان، إذ أدت إلى خسائر مالية فادحة تقدر بالملايين للتجار في أحد أكبر أسواق البيضاء.
وتجولت “الصباح”، أول أمس (الأحد)، في سوق “درب ميلا”، أحد أهم أسواق بيع التمور بالمغرب، حيث أكد تجار أن المقاطعة كانت شبه تامة للتمور الجزائرية، استجابة لدعوات واسعة عبر منصات التواصل الاجتماعي، وتقارير أجنبية كشفت عن احتوائها على مواد مسرطنة ناتجة عن استخدام كيماويات ضارة، مع تحذيرات من “إغراق” الأسواق المغربية بها.
وصرح تاجر لـ”الصباح”، بأن زملاءه تكبدوا خسائر كارثية جراء هذا الرفض الشعبي الواسع، بينما عبر منتجو التمور المغاربة عن استيائهم من المنافسة غير النزيهة التي كانت تفرضها التمور الجزائرية الرخيصة، والتي هددت جهودهم في تسويق إنتاجهم المحلي.
وأوضح المتحدث نفسه أن هناك استجابة كبيرة لمقاطعة التمور الجزائرية، منذ الوقفة الاحتجاجية التي خاضتها، في الآونة الأخيرة، جمعية تجار التمور ومجموعة من المستهلكين بسوق التمور في “درب ميلا”، ضد تسلل أطنان من المنتوجات الجزائرية إلى الأسواق المغربية، التي لا يتم التأكد من خلوها من الأضرار أو السموم، مطالبين السلطات بالتدخل العاجل لحماية المنتوج الوطني الذي يتميز بجودته العالية وتنوعه الفريد، خاصة الأصناف الشهيرة، التي تتميز بجودة عالية لا تضاهيها التمور المستوردة، بفضل الظروف المناخية الملائمة والخبرة المتوارثة في زراعة النخيل وإنتاج التمور.
وذكر التاجر نفسه أن جميع المنتجين عانوا في السنوات الأخيرة منافسة غير شريفة من قبل التمور الجزائرية التي تدخل إلى الأسواق المغربية بأسعار منخفضة، رغم أنها تكون غالبا ذات جودة أقل، ولكنها تباع بأسعار تنافسية تجعل من الصعب تسويق المنتجات المحلية، مشيرا إلى أن دخول هذه التمور يتم بطرق غير قانونية في الغالب، مما يجعلها غير خاضعة للرسوم الجمركية والضرائب، وبالتالي تباع بأسعار أقل من التمور المغربية.
وأثبتت المقاطعة فعاليتها الكبيرة، إذ أصبحت التمور الجزائرية مرفوضة بالكامل في السوق، مما وضع التجار أمام تحد غير مسبوق مع دخول رمضان، رغم لجوء بعض المستوردين إلى التلاعب في شهادات منشأ التمور، من خلال استيراد تمور جزائرية على أنها تونسية.
وأوضحت مصادر مطلعة أن موزعين تونسيين يشترون التمور الجزائرية بأسعار منخفضة، ثم يعيدون بيعها للمغاربة بشهادات منشأ تونسية، رغم أصلها الجزائري، مستغلين نقص التمور في السوق المغربية. ويبقى ميناء طنجة المتوسط البوابة الرئيسية لاستيراد التمور، يليه ميناء البيضاء وبني أنصار، حيث يحاول تونسيون الالتفاف على رفض التجار المغاربة للتمور الجزائرية.
الصباح