المغرب وألمانيا يعززان تعاونهما في البناء الطيني المقاوم للزلازل
في خطوة استراتيجية تهدف إلى تعزيز استخدام الطين في البناء المقاوم للزلازل، عقدت المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بمراكش التابعة لوزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، اجتماعا مع مؤسسات ألمانية رائدة يوم 21 فبراير 2025 في أكاديمية التكوين المستمر بجامعة باوهاوس بألمانيا. ويرمي هذا التعاون إلى تكوين مهنيين مغاربة في تقنيات البناء الطيني وفقا للمعايير الحديثة، مع الحفاظ على الهوية المعمارية المحلية.
شهد الاجتماع حضور شخصيات بارزة، من بينها الدكتورة أوفرة فاطمة الزهراء، منسقة المشروع بالمدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بمراكش، والبروفيسور يورغن شنايدر، مدير أكاديمية باوهاوس، وستيفان يورشل، الأمين العام لاتحاد البناء الطيني الألماني، إضافة إلى الفنان والمنسق بالمغرب مانفريد فاهنرت، والسيدة باربرا تاتيانا، مسؤولة التواصل وعضو الفريق المغربي-الألماني. واتفق المشاركون على أهمية تسريع عملية إعادة الإعمار مع ضمان الجودة، من خلال الجمع بين المعايير الهندسية الحديثة والخصوصيات المعمارية المحلية.
يرتكز هذا التعاون على ثلاثة جوانب أساسية، تشمل إحداث منصة للتكوين المستمر داخل المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بمراكش، موجهة للمهندسين المعماريين والصناع التقليديين والمهندسين المغاربة، حيث ستتيح هذه المنصة برامج تدريبية عملية حول تقنيات تعزيز مقاومة المباني الطينية للزلازل بالشراكة مع أكاديمية باوهاوس. كما سيتم نقل التكنولوجيا الألمانية المتقدمة، بما يشمل تقنيات التعزيز بالأخشاب والألياف الطبيعية، لرفع متانة المباني الطينية أمام الكوارث الطبيعية.
وسيتضمن التعاون أيضا ورشات عمل مشتركة، ومشاريع تجريبية في المناطق المتضررة، إلى جانب لجنة متابعة مغربية-ألمانية لضمان استدامة الجهود.
لم يقتصر النقاش على الجوانب التقنية، بل شدد المشاركون على ضرورة الحفاظ على الهوية الثقافية والمعمارية، وإشراك السكان المحليين في جهود إعادة الإعمار. ومن المقرر إطلاق أول دورة تكوينية في شتنبر 2025، مع تحديد ثلاثة قرى نموذجية لاختبار التقنيات الجديدة.
يأتي هذا التعاون في سياق الجهود الوطنية لإعادة إعمار القرى المتضررة من زلزال الحوز الذي وقع في شتنبر 2024. وتلعب المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بمراكش، العضو في شبكة كرسي اليونسكو “العمارة الطينية، الثقافات البنائية والتنمية المستدامة”، دورا محوريا في هذه الجهود تحت إشراف مديرها الدكتور عبد الغني الطيبي، الخبير في البناء الطيني.
ومن خلال هذه المبادرات، يسعى المغرب إلى تحويل الطين إلى عنصر رئيسي في استراتيجيته لإعادة الإعمار، ليس فقط كخيار بيئي مستدام، بل أيضا كجزء من هوية عمرانية متجذرة ومنفتحة على الابتكار.