“قصر علي بلفلاح”.. أسطورة سياحية صامدة ومتجددة
تظل عاصمة النخيل قاطرة السياحة المغربية وعلامة بارزة على خريطة الوجهات العالمية، بما تزخر به من منشآت سياحية تعزز مكانة المملكة في هذا القطاع.
ولعل من بين هذا الزخم المتنوع ، يبرز فضاء قصر علي بلفلاح كواحد من أبرز المعالم الترفيهية والثقافيّة والمطاعم ، إذ نجح على مدار سنوات في تقديم تجربة مغربية أصيلة تجمع بين الضيافة التقليدية والعروض الفنية والتراثية.
ويمتد هذا القصر السياحي الفريد،بجماعة واحة سيدي ابراهيم المتاخمة لمراكش على بعد كيلومترات قليلة ، مستقطبًا آلاف الزوار يوميًا من مختلف أنحاء العالم.حيث بمجرد الوصول إلى بوابته الكبيرة، يجد الزائر نفسه في أجواء ألف ليلة وليلة، حيث يستقبله فرسان بزيهم التقليدي، وفتيات متزينات بالقفطان المغربي والمجوهرات اللامعة، في مشهد يعكس روح الأصالة والترحاب المغربي.
و يزخر البرنامج المسائي مع حلول الساعة الثامنة، حين تنطلق الأجواء الإحتفالية التي تمتد إلى ما بعد منتصف الليل بين موائد عامرة بأشهى الأطباق المغربية، وعروض موسيقية ولوحات فنية تعكس التنوع الثقافي للبلاد، يعيش الزائر لحظات من السحر والاستمتاع.
فيما تتجسد ذروة التشويق في عروض “التبوريدة”، حيث يتنافس الفرسان في تقديم لوحات من الفروسية التقليدية على إيقاع الموسيقى الشعبية المنسجمة .
ليس قصر بلفلاح مجرد مطعم أو فضاء ترفيهي فحسب ، بل تجربة متكاملة تسعى إلى إبراز الموروث الثقافي المغربي بكل تفاصيله، من المعمار إلى الموسيقى، ومن الضيافة إلى الفلكلور.
إن هذا الصرح الذي يحمل اسم صاحبه، تحول إلى وجهة لا غنى عنها في أجندة السياح، ممن يبحثون عن الانغماس في أجواء المغرب العتيق بعيدًا عن النمطية الفندقية المعتادة.
وقد شكلت إدارة القصر الفولكلوري والمطعم المتنوع الذي ينهل من تراث المغرب، علامة فارقة في تطور هذه المنشأة المتميزة الضاربة في جذور التاريخ. ويعود الفضل في ذلك إلى الاستراتيجية المتميزة في التدبير التي يشرف عليها عماد صلاح الدين عن كثب، تحت إشراف الحاجة قمر، حيث يحرصان على مواصلة النهج الجديد في التسيير، بما يضمن الحفاظ على أصالة المكان وتقديم تجربة سياحية متجددة تستجيب لتطلعات الزوار.
على مدار السنوات، ساهم قصر عند علي في الترويج للثقافة المغربية بطريقته الخاصة، محافظًا على الطقوس والتقاليد التي تشكل جزءًا من الهوية الوطنية. وبينما تتطور المدينة وتتجدد معالمها، يظل هذا الفضاء شاهدًا حيًا على غنى التراث المغربي، وموعدًا يوميًا مع الفرجة الأصيلة التي تأسر القلوب وتأبى النسيان.