إيلون ماسك مهندس ومخترع وملياردير يحمل 3 جنسيات، جنوب أفريقية وكندية وأميركية. صنف أغنى رجل في العالم عام 2021، وقدرت ثروته بـ250 مليار دولار أميركي حسب مجلة فوربس عام 2024.
امتلك وأسس وساهم في تأسيس عدد من الشركات البارزة في المجال الرقمي والتقني، منها شركة “تسلا” للسيارات و”سبيس إكس” التي أطلقت في فبراير/شباط 2018 أقوى صاروخ في العالم.
مولد إيلون ماسك ونشأته
ولد إيلون ريف ماسك يوم 28 يونيو/حزيران 1971 في بريتوريا بجنوب أفريقيا، وهو الأكبر بين 3 أبناء. عمل والده إيرول ماسك مستشارا هندسيا ومُطوِّرا عقاريا ومالكا لأحد مناجم الزمرد، أما والدته -التي تحمل الجنسية الكندية- فهي أخصائية في التغذية وعارضة أزياء وكاتبة.
انفصل والداه عام 1980، وغادرت والدته إلى كندا، وقرر هو البقاء مع أبيه في جنوب أفريقيا، وقال فيما بعد إنه ندم على ذلك، لأنه نشأ معه نشأة صعبة، وهربا من حياته الكئيبة وجد ضالته في التكنولوجيا.
في سن العاشرة بدأ يتعلم البرمجة على جهاز كمبيوتر “كومودور في آي سي 20″، وعندما بلغ الـ12 تمكن من إنشاء لعبة فيديو أسماها “بلاستر”، وباع شيفرتها لمجلة متخصصة في الحواسيب بمبلغ 500 دولار، فكانت تلك نقطة انطلاقه إلى عالم التجارة والأعمال.
غادر جنوب أفريقيا متجها إلى كندا عام 1988 للعيش مع والدته، وحصل على الجنسية الكندية. وقال إنه غادر بلاده لعدم رغبته دعم نظام الفصل العنصري فيها بسبب الخدمة العسكرية الإلزامية، وسعيا وراء الفرص الاقتصادية الأكبر المتاحة في الغرب.
وأثناء دراسته في جاكهو كوينز الكندية، تعرف على زوجته جاستن ويلسون، وتزوجها عام 2008، وأنجبا 6 أبناء -توفي منهم واحد- قبل طلاقهما.
وتزوج مرات أخرى، ولديه 12 ولدا، 3 منهم أنجبتهم الكاتبة الكندية كلير إليز بوشيه، وتوأمان أنجبتهما شيفون زيلس.
دراسة إيلون ماسك وتكوينه العلمي
التحق ماسك بجامعة “كوينز” في كينغستون بمحافظة أونتاريو الكندية، قبل أن ينتقل إلى جامعة بنسلفانيا الأميركية في فيلادلفيا ويحصل على البكالوريوس في الفيزياء، وبكالوريوس ثانية في الاقتصاد عام 1997. انتقل بعدها إلى الولايات المتحدة الأميركية وحصل على جنسيتها.
التحق بجامعة ستانفورد في كاليفورنيا لإكمال دراساته العليا بالفيزياء، ولكنه تركها بعد يومين فقط، من أجل متابعة طموحاته في مجالات الإنترنت والفضاء الخارجي والطاقة المتجددة، لإيمانه أن الإنترنت له القدرة على تغيير المجتمع أكثر من الفيزياء.
حصل على الدكتوراه الفخرية 4 مرات في التصميم من مركز الفنون في كلية التصميم، وفي هندسة الطيران والفضاء الجوي من جامعة سري، وفي الهندسة والتكنولوجيا من جامعة ييل، والرابعة من جامعة كراكوف.
التجربة الريادية
عام 1995 وفي خضم دراسته الجامعية، أسس ماسك شركة “زيب 2” المتخصصة في تقديم الخرائط والأدلة التجارية للصحف الإلكترونية بمبلغ 15 ألف دولار أميركي مع أخيه الأصغر كيمبال، وباعها لشركة كومباك كومبيوتر مقابل 307 ملايين دولار عام 1999.
أسس بعدها شركة الخدمات المالية الإلكترونية وتمويل الشركات “إكس دوت كوم”، ودمجت فيما بعد مع شركة تحويل الأموال كونفينتي، وعرفت الشركة الجديدة باسم “باي بال” واختصت في تحويل الأموال عبر الإنترنت، وأعلنت شركة “إي باي” شراءها عام 2002 مقابل 1.5 مليار دولار.
ويقول إيلون ماسك، إنه في سن مراهقته شعر بـ”التزام شخصي” تجاه مصير البشرية، ما ألهمه الدخول في طريق “تكنولوجيا الطاقة النظيفة”، كما حرص على توفير بديل للبشر للعيش في كواكب أخرى، ما ألهمه في إنشاء شركة “سبيس إكس” الفضائية، و”تسلا” للسيارات الكهربائية وغيرها.
نحو الفضاء
كان ماسك من المؤمنين بأهمية توفير قدرة العيش في الفضاء للبشرية، وجعله بديلا احتياطيا لضمان استمرار البشرية المهددة من الكوارث الطبيعية والحروب النووية، لكنه لم يكن راضيا عن التكلفة الباهظة لصواريخ الفضاء، فأسس شركة “سبيس إكس” عام 2002 وبمبلغ 100 مليون دولار، بهدف توفير صواريخ بتكلفة معقولة.
استطاعت الشركة تصنيع أول صواريخها بتكاليف أقل بكثير من منافسيها في هذا المجال، وأطلقت عليه “فالكون 1” ودشنته عام 2006، وسمت الثاني “فالكون 9” وأطلقته عام 2010.
وحصلت الشركة في سبتمبر/أيلول 2008 على عقد من إدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا) بقيمة 1.6 مليار دولار أميركي، ينص على تنظيم 12 رحلة إلى محطة الفضاء الدولية بواسطة صاروخ فالكون 9، ومركبة الفضاء دراغون وإيصال الحمولة إلى محطة الفضاء الدولية ، بدلا من مكوك ناسا الفضائي المتقاعد عام 2011.
عام 2018، تمكنت “سبيس إكس” من إطلاق صاروخ “فالكون هيفي” المصمم على عمل 53 ألف كيلوغرام إلى الفضاء، وهي ضعف الحمولة التي يستطيع صاروخ “دلتا في آي هيفي” التابع لشركة “بوينغ” حملها، وصنع بثلث التكلفة.
وانطلق الصاروخ بنجاح من مركز كنيدي للفضاء بولاية فلوريدا، وهو الموقع ذاته الذي انطلقت منه رحلة المركبة أبولو 11 سنة 1969 لتنقل الإنسان إلى القمر لأول مرة.
إيلون ماسك -المدير التنفيذي للشركة- هو المصمم الرئيسي لصواريخ “فالكون”، ومركبة “دراغون” التي تنقل الإمدادات للمحطة الفضائية الدولية، و”ستارشيب” المصممة من أجل التنقل السريع بين المدن على الأرض وبناء قواعد على القمر والمريخ.
وكانت “سبيس إكس” مدخل إيلون ماسك إلى مجال الاتصالات والإنترنت، ففي عام 2015، أعلن عن إطلاق شركة “ستارلينك” بهدف نشر شبكة من الأقمار الصناعية بغية بث الإنترنت الفضائي إلى جميع البلدان
في المجال الرقمي والإلكتروني
انضم ماسك مستثمرا في منصة “إكس” (تويتر سابقا) في يونيو/حزيران 2009، وكشف عن امتلاكه 9.2% من أسهمها في مارس/آذار 2022. وكان حينئذ ينتقد مبادئها حول حرية التعبير.
وأعلن مجلس إدارة تويتر انضمام ماسك إلى مجلس إدارتها، لكنه قرر الانسحاب بعدها بأيام، وأرسل عرضا لشراء الشركة مقابل 44 مليار دولار، وعقب دعاوى قضائية ومشاكل بين الطرفين، اشترى ماسك الشركة وصار مالكها الوحيد وأعلن بدء سياسة جديدة في المحتوى.
فور شرائه الشركة فصل ماسك حوالي نصف الموظفين، كما فرض على المستخدمين شراء علامة التحقق الزرقاء مقابل 8 دولارات شهريا، وأعاد عددا من الحسابات المحظورة، أبرزها حساب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، وانخفضت عائدات الإعلانات بشكل حاد، إذ سحبت عدد من الشركات إعلاناتها من المنصة.
وفي يوليو/تموز 2023، أعلن ماسك تغيير اسم الشركة من تويتر إلى “إكس”، وأعلن شعاره “إكس تطبيق لكل شيء”، وأضاف ميزة مكالمات الصوت والفيديو، وميزات أخرى.
وفي عام 2004 شارك ماسك في تأسيس شركة “تسلا” لصناعة المركبات الكهربائية وصناعة الأنظمة الشمسية والبطاريات، وشغل فيها منصب المدير التنفيذي والمهندس المنتج، وقدمت أول منتجاتها “سيارة رودستر الرياضية” عام 2008،.
وخلال سنوات قليلة أثبتت تسلا نفسها، إذ وصلت مبيعاتها عام 2023 إلى قرابة 1.8 مليون سيارة.
ساعد ماسك في تأسيس شركة “أوبن إيه آي” (مبتكرة تشات جي بي تي) البحثية غير الربحية عام 2015، وتهدف إلى تطوير الذكاء الاصطناعي، وشغل فيها منصب المدير المساعد، واستقال من منصبه عام 2018.
وعام 2016 استحوذ على مصنع “سولار سيتي” لتوفير خدمات الطاقة الشمسية، مقابل 2.6 مليار دولار وصارت تابعة لمجموعة شركات تيسلا موتورز.
وفي العام نفسه أسس ماسك شركة الأنفاق والبنية التحتية “ذا بورنغ” في محاولة للتخلص من الازدحام المروري في لوس أنجلوس الأميركية.
وعام 2023 أعلن ماسك عن إطلاق شركته الخاصة بالذكاء الاصطناعي “إكس إيه آي”، وجمع فيها فريقا من 11 باحثا وعالما ممن قدموا مساهمات كبيرة في مجال الذكاء الاصطناعي وعملوا في شركات كبرى مثل غوغل و”ديب مايند” و”أوبن إيه آي