مبادرة مغربية-أيرلندية لتعزيز الوعي بمخاطر المياه ضمن التخطيط الحضري.
تسعى المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بمراكش التابعة لوزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، إلى تعزيز ثقافة المحافظة على الموارد المائية ضمن إطار التخطيط الحضري، وذلك تماشيا مع الاستراتيجية الوطنية للمملكة المغربية في مواجهة تحديات البيئة والمناخ. تدرك المدرسة أهمية التوعية بضرورة تبني ممارسات مستدامة تحافظ على الثروة المائية، خاصة في ظل التحديات البيئية التي تواجه المغرب والعالم.
وفي هذا السياق، تتشرف المدرسة باستضافة وفد من مدرسة ليمريك للهندسة المعمارية في أيرلندا في شهر أكتوبر المقبل. هذه المبادرة تهدف إلى تعزيز التعاون الأكاديمي بين المؤسستين من خلال تنظيم أيام عمل مشتركة بين طلاب السنة الخامسة من الجانبين. سيتم التركيز خلال هذه اللقاءات على تخطيط وتطوير حضري يأخذ بعين الاعتبار مخاطر المياه وتأثيراتها على البيئة والبنية التحتية، مع البحث عن حلول مبتكرة ومستدامة.
وتشمل هذه اللقاءات مشاركة مدير مدرسة ليمريك للهندسة المعمارية، إلى جانب مجموعة من الأساتذة الخبراء في مجال التخطيط الحضري وإدارة مخاطر المياه. ستوفر هذه الفرصة الفريدة منصة لتبادل الخبرات والمعارف بين الطلاب والخبراء، مما يسهم في تعزيز القدرات المحلية في مواجهة تحديات المياه والتخطيط الحضري المستدام.
إن هذا التعاون يعكس التزام المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بمراكش بنشر المعرفة والتقنيات الحديثة لطلابها، مع التركيز على القضايا الحيوية التي تتطلب استجابات مبتكرة ومستدامة، بما يضمن استدامة الموارد المائية وتحقيق التنمية المستدامة في المغرب وخارجه.
وفي هذا الصدد، أكد الدكتور عبد الغني الطيبي، مدير المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بمراكش، على أهمية دمج قضية المياه ضمن البرامج الدراسية والمناهج الأكاديمية كأولوية قصوى لتوعية الطلاب بأهمية المحافظة على هذا المورد الحيوي.
وفي تصريحه لنا، أشار الدكتور الطيبي إلى أن المدرسة تنظم مجموعة من التظاهرات الوطنية والدولية التي تركز على علاقة الماء بالهندسة المعمارية. ومن أبرز هذه الفعاليات، الجامعة الصيفية الدولية 2024 في مدينة بيزا بإيطاليا تحت عنوان “المدينة والماء”، هذا الحدث، الذي يجمع خبراء وطلبة من قسم هندسة الأراضي والبناء بجامعة بيزا لدراسة العلاقة بين العمارة والماء، والبحث عن حلول مبتكرة لمواجهة التحديات البيئية المرتبطة بالمياه في البيئات الحضرية، حيث بقي أسبوع واحد على نهايتها، وستكون النتائج يوم 7 شتنبر 2024.
بالإضافة إلى استقبال وفد من خيرة خبراء وطلبة مدرسة ليمريك للهندسة المعمارية في أيرلندا في شهر أكتوبر المقبل، وستكون مناسبة لتجديد اتفاقية الشراكة والتعاون مع هذه المدرسة المرموقة.
وختم الدكتور الطيبي بالقول إن هذه التظاهرات تمثل فرصة فريدة للطلبة للتفاعل مع قضايا بيئية حيوية، ويساهم في تحفيزهم على تقديم حلول إبداعية تساهم في تعزيز استدامة البيئات الحضرية، مما يجعل المياه عنصرا أساسيا في تحسين جودة الحياة في المدن المعاصرة.