تعليم

“الدكتور عبد الغني الطيبي: أهمية تأسيس مدارس وطنية للهندسة المعمارية ببعد جهوي”

 

عملت وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة على تفعيل وتنزيل ورش الجهوية المتقدمة من خلال تأسيس مدارس وطنية للهندسة المعمارية ببعد جهوي، ما يشكل خطوة استراتيجية لتعزيز التنمية المستدامة والاهتمام بالبعد الترابي المحلي.

وفي اتصال  بعبد الغني الطيبي مدير المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بمراكش أكد لنا أن تأسيس مدارس وطنية للهندسة المعمارية في مختلف جهات المغرب من المبادرات الرائدة التي تعكس التزام الوزارة بتفعيل الجهوية المتقدمة. هذه الجهوية لا تقتصر فقط على توزيع الموارد والسلطات، بل تهدف إلى تمكين الجهات من استثمار مؤهلاتها المحلية وتطويرها بما يتناسب مع احتياجاتها الخاصة.

واضاف مدير المدرسة المراكشية أن إنشاء هذه المدارس ببعد جهوي يعزز الاهتمام بالتراب المحلي ويتيح للطلبة فرصة التعلم والممارسة في بيئاتهم المحلية. هذا يسهم في فهم أعمق لخصوصيات المناطق ويساعد على تطوير حلول معمارية تتماشى مع الهوية الترابية لكل جهة.

من خلال إعداد جيل جديد من المهندسين المعماريين الملمين بخصوصيات جهاتهم، تسهم المدارس الجهوية في تحقيق تنمية مستدامة. حيث يتمكن هؤلاء المهندسون من تقديم حلول مبتكرة تلبي متطلبات التنمية العمرانية مع الحفاظ على التراث الثقافي والبيئي للمناطق.

يعد تأسيس مدارس وطنية للهندسة المعمارية ببعد جهوي وسيلة فعالة لدعم التوزيع العادل للفرص التعليمية والمهنية عبر جهات المملكة. هذا يتيح للطلاب من مختلف الجهات الاستفادة من تعليم معماري متميز دون الحاجة إلى الانتقال إلى المدن الكبرى، مما يعزز التوازن الجهوي.

كما أكد المتحدث ان هذا التوجه يوضح وعي الوزارة بأهمية تلبية الاحتياجات المحلية في مجال التعمير والإسكان. المدارس الجهوية ستتمكن من تكييف مناهجها وبرامجها مع خصوصيات ومتطلبات كل جهة، ما يضمن تخرج مهندسين معماريين مؤهلين وقادرين على مواجهة تحديات التنمية المحلية.

مثال على هذا التوجه هو المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بمراكش، التي تعتبر نموذجا يحتذى به في تطبيق هذه الاستراتيجية. المدرسة تحرص على العمل وفق مقاربة تشاركية مع شركائها المحليين، خصوصا المجالس المنتخبة والمؤسسات العمومية والجامعات والمدارس وجمعيات المجتمع المدني. هذا التعاون المثمر يهدف إلى تعزيز دور المدرسة في تنمية المنطقة بشكل مستدام وشامل.

كما أن المدرسة توجه طلبتها إلى المواضيع الراهنة التي تهتم بقضايا المدينة وتراثها، وتحرص على انفتاحها على العالم القروي، خصوصا بعد زلزال الحوز. هذه الخطوة تؤكد التزام المدرسة بمواجهة التحديات البيئية والاجتماعية وتعزيز الاستدامة في كافة مشاريعها التعليمية والبحثية.

يمثل تأسيس مدارس وطنية للهندسة المعمارية ببعد جهوي خطوة هامة نحو تحقيق الجهوية المتقدمة وتعزيز التنمية المستدامة في المغرب. من خلال التركيز على البعد الترابي المحلي، تسعى وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة إلى إحداث نقلة نوعية في مجال التعليم المعماري والتنمية العمرانية، مما سيعود بالنفع على كافة جهات المملكة.

وختم عبد الغني الطيبي أن الوزيرة فاطمة الزهراء المنصوري عملت على دعم هذه الجهود من خلال تعزيز التعليم المعماري على مستوى الجهات. كما الوزيرة تتابع بشكل دقيق تنفيذ برامج المدارس وتعمل على توفير الموارد اللازمة لتحقيق هذا الهدف. كما ان مجهوداتها تركز على تهيئة الظروف الملائمة لتطوير البنية التحتية التعليمية وتعزيز التعاون بين المدارس المعمارية والجهات المحلية وجعل المؤسسات التعليمية محورا أساسيات لجميع مشاريع الوزارة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
حمل تطبيق آراء الآن