القوات المغربية تتدرب على استخدام منظومة “هيمارس” في فضاء صحراوي مع اقتراب اختتام مناورات الأسد الإفريقي
أجرت القوات المسلحة الملكية المغربية، بشراكة مع القوات الأمريكية، تداريب واسعة على كيفية استخدام منظومة “هيمارس” الصاروخية الأمريكية، في فضاء صحراوي شاسع منطقة كاب درعة، تزامنا انتهاء تمارين الأسد الإفريقي التي أسدل ستارها أمس الجمعة.
وتُعد منظومة “هيمارس” من المنظومات الصاروخية التي تمكنت القوات المغربية في الحصول عليها، العام الماضي، بعدما طلبها المغرب من الولايات المتحدة الأمريكية، على إثر ثبات نجاعتها في الحرب الجارية في أوكرانيا، حيث يستخدمها الجيش الأوكراني بفاعلية ضد الجيش الروسي.
وساهمت هذه المنظومة في دخول سلاح المدفعية المغربي ضمن قائمة أقوى 20 سلاح مدفعية في العالم، وفق ما كشف عنه تقرير لموقع “إنسايدر مونكي” الأمريكي المتخصص في أخبار المال والبيانات، في الشهور الماضية، حيث حل في المرتبة 20 على المستوى العالمي، والأول في المنطقة المغاربية والثاني على مستوى إفريقيا.
وحسب التقرير المذكور، فإن المغرب يمتلك إجمالي 1,079 وحدة مدفعية، تتوزع على 565 مدفعية ذاتية الحركة، و306 مدفعية مقطورة، و208 مشروع صاروخ، مشيرا إلى أن سلاح المدفعية المغربي تعزز بمنظومة صواريخ المدفعية “هيمارس” الذي وافقت الولايات المتحدة الأمريكية على بيعها للمغرب العام الماضي.
وبالرغم من الانفاق الكبير للجزائر على اقتناء الأسلحة، إلا أن سلاح المدفعية الجزائري غاب عن لائحة أقوى 20 سلاح مدفعية في العالم، ولا يتفوق على سلاح المدفعية المغربي في قارة إفريقيا سوى سلاح المدفعية المصري الذي احتل المرتبة الرابعة عشر في تصنيف هذا التقرير.
وكان المغرب قد عزز قدراته الدفاعية بحصول على منظومة “هيمارس” التي أثبتت نجاعتها في الحرب الروسية الأوكرانية، وقد أجرت القوات الأمريكية بشراكة مع القوات المغربية، تداريب عسكرية بالذخيرة الحية باستخدام منظومة “هيمارس” الصاروخية، خلال مناورات الأسد الأفريقي العام الماضي.
وكانت الصفقة قد شملت شراء 18 قاذفة صواريخ M142 عالية الحركة من طراز (HIMARS) مع 40 من أنظمة الصواريخ التكتيكية للجيش (ATACMS)، و36 من أنظمة إطلاق صواريخ متعددة موجهة، و36 رأسا حربيا بديلا لأنظمة إطلاق الصواريخ المتعددة الموجهة (GMLRS)، وتسع مركبات متعددة الأغراض عالية القدرة على التنقل (HMMWV).
وكانت أنباء موافقة الولايات المتحدة الأمريكية على بيع أسلحة متطورة من بينها منظومة “هيمارس” إلى المغرب، قد أثارت مخاوف في المنطقة، خاصة في إسبانيا، حيث كشفت تقارير إعلامية إسبانية عن وجود مخاوف لدى الأوساط العسكرية من حصول المغرب على هذه الأسلحة، مثل المنظومة الصاروخية المذكورة.
وكانت صحيفة “لاراثون” الإسبانية، قد قالت في تقرير إن حصول المغرب على منظومة “HIMARS” الصاروخية من الولايات المتحدة الأمريكية، يجعل المملكة المغربية لها التفوق في هذا المجال على إسبانيا، وهو التفوق الذي سيستمر إلى غاية 2028، تاريخ حصول إسبانيا على منظومة صاروخية بنفس قدرات “هيمارس”.
وكانت صحيفة الإسبانيول، قد ذكرت في تقرير أيضا، بأن المغرب دخل إلى “نادي الحلفاء المقربين” من الولايات المتحدة الأمريكية بموافقة وزارة الدفاع الأمريكية، “البانتاغون”، على بيع هذه الأسلحة للرباط، وهي الأسلحة التي حققت نتائج هائلة لفائدة الأوكرانيين ضد الروس، خاصة قاذفات الصواريخ من طراز “هيماريس” حيث كانت واشنطن قد أرسلتها للجيش الأوكراني.