المنتدى العربي الروسي بمراكش.. المغرب بوابة موسكو نحو إفريقيا
تحتضن مدينة مراكش غدا الثلاثاء أشغال الدورة السادسة للمنتدى العربي الروسي تحت شعار “الرهان على تعزيز مكانة روسيا في المنطقة العربية وإفريقيا”.
وتنعقد هذه القمة العربية الروسية، في سياق خاص تطبعه التحولات الدولية وما يعيشه العالم من أزمات وحروب، في مقدمتها الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، ورغبة روسيا في تعزيز مكانتها في المنطقة العربية وفي القارة الإفريقية.
ويرى محمد بنطلحة الدكالي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض بمراكش، أن الدورة السادسة من المنتدى العربي الروسي، تأتي في سياق ظرف سياسي شديد الأهمية بالنسبة للمملكة المغربية وروسيا في ظل التطورات السياسية الأخيرة.
وأضاف بنطلحة في تصريح خص به “الأيام 24″، أن “الدعم الدولي للوحدة الترابية للمملكة يتواصل في الوقت الذي تتجه روسيا إلى تعزيز روابطها مع دول افريقيا في ظل أزمتها مع الغرب بسبب حرب أوكرانيا”.
وأشار المتحدث إلى أن تطور العلاقات المغربية الروسية، جاء بعد الزيارة التي قام بها الملك محمد السادس إلى روسيا سنة 2016، حيث جرى توقيع العديد من الاتفاقيات.
وسجل المتحدث ذاته أن هذه الخطوة تؤكد رغبة المغرب الكبيرة في تقوية العلاقات مع روسيا، بكافة المجالات الثقافية والاقتصادية والسياسية، مشيرا إلى أن زيارة الملك محمد السادس إلى موسكو عام 2002 شكلت منعطفا مهما في تاريخ العلاقات بين البلدين.
وأوضح أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، أن العلاقات المغربية- الروسية لها تاريخها المتميز ومستقبلها المشرق، حيث كان شهر شتنبر من سنة 1958، بداية العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وروسيا (زمن الاتحاد السوفييتي)، واستمرت تلك العلاقات على مدى عقود حتى وصلت ذروتها خلال العقدين الأخيرين.
وتابع المتحدث، أن الرؤية الملكية الحالية بشأن العلاقات الدولية تسير في تجاه سياسة الانفتاح على جميع القوى الدولية، والتعاون الصادق بين الشركاء والحلفاء، وهو ما تأكد اليوم في ظل العالم المتعدد الأقطاب، مشيرا إلى أن مستقبل العلاقات بين روسيا والمغرب مشرق ويمكن أن يتطور بسرعة كبيرة، حسب جميع المؤشرات الراهنة.
وأكد أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، أن العلاقات المغربية الروسية تتميز بالتنوع على مختلف الأصعدة، وبارتفاع ثابت لحجم التبادل التجاري بينهما، ومرشحة لمزيد من التطور الذي يخدم مصالح البلدين، مبرزا أنها علاقات ليست ظرفية، ولكنها نتيجة صداقة تعززت وتوطدت بغض النظر عن تقلبات التاريخ.
واعتبر بنطلحة الدكالي، أن هذا المعطى يؤكد الدور المحوري الذي أصبح يلعبه المغرب كقوة إقليمية صاعدة، تراعي التعدد والتنوع في علاقاتها مع الدول الكبرى، كبلد أمن واستقرار وسلام وحلقة وصل أساسية واستراتيجية بين الشمال والجنوب.
وخلص الدكالي إلى أن اختيار المغرب لاحتضان الدورة السادسة للمنتدى العربي الروسي، خير دليل على ذلك، فهو يشكل فرصة لتعزيز التعاون الإقليمي والدولي لمواجهة التحديات بشكل جماعي، وطرح العديد من القضايا للنقاش من ضمنها الأمن والتنمية والتعاون المشترك، ووضع استراتيجية وخطة العمل لتنفيذ مبادئ وأهداف منتدى التعاون العربي الروسي.