تتوجس إيران من احتمال استغلال الجماهير الإيرانية فرصة تواجدها بكثرة في قطر لتشجيع فريقها الوطني، من أجل تنظيم وقفات وأشكال احتجاجية بالدوحة، خصوصا أمام مقرات التمثيليات الدبلوماسية والقنصلية الإيرانية.
وقد تصاعدت مخاوف نظام الملالي بإيران مؤخرا عندما دشن لاعبو المنتخب الإيراني أولى التعبيرات والمطالب السياسية، من خلال رفضهم ترديد النشيد الوطني قبيل مباراتهم الأولى ضد المنتخب الإنجليزي، وهو ما اعتبره المراقبون “إشارة واضحة ودعما لا مشروطا من جانب الأوساط الرياضية للمطالب الإصلاحية والاحتجاجات السياسية التي انطلقت شرارتها الأولى منذ مقتل الشابة مهسا أميني على يد شرطة الأخلاق في إيران”.
وتواجه إيران وقطر حاليا تحديا حقيقيا يتمثل في احتمال نقل المشجعين الإيرانيين للاحتجاجات والمطالب السياسية إلى داخل الأراضي القطرية، بمناسبة تواجدهم في فعاليات كأس العالم الذي تحتضنه قطر، مستغلين في ذلك القرب الجغرافي وهامش التحرك بعيدا عن القمع الممنهج الذي تتعامل به القوات الإيرانية مع المحتجين داخل إيران.
وقد توافد على قطر عشرات الآلاف من المشجعين الإيرانيين لحضور فعاليات كأس العالم، وهو ما ينذر بإمكانية استغلال هذا الحشد الجماهيري الكبير لتصريف رسائل سياسية ومطالب إصلاحية ضد نظام ولاية الفقيه بإيران، وبالتالي تدويل هذه المطالب التي ظلت السلطات الإيرانية لعدة أسابيع تواجها بقوة العنف وظلمة التعتيم.