بحضور الوالي.. انطلاق فعاليات الدورة ال 12 للمعرض الجهوي للكتاب
انطلقت، مساء اليوم الأربعاء، بمراكش، فعاليات الدورة الـ12 للمعرض الجهوي للكتاب، بمشاركة 30 ناشرا وطنيا، ومجموعة من المؤسسات العمومية، تحت شعار “القراءة العمومية ورهان التنمية”، وذلك بمبادرة من المديرية الجهوية للثقافة مراكش – آسفي.
وتسعى المديرية الجهوية للثقافة من خلال توطين هذه التظاهرة، المنظمة الى غاية فاتح نونبر المقبل، والتي “ستصبح موعدا سنويا قارا”، في إطار تنزيل التوجهات الكبرى لوزارة الشباب والثقافة والتواصل، الرامية إلى دعم القراءة العمومية ونشر الكتاب، إلى جعل الكتاب في صلب الاهتمامات اليومية للمواطنين، وتجسير التواصل الإبداعي بين المؤلفين وعموم المهتمين بالشأن الثقافي، وإثارة النقاش العمومي حول قضايا الكتاب وتحدياته الراهنية استشرافا لمجتمع المعرفة.
وتميز حفل افتتاح هذا المعرض، الذي حضره، على الخصوص، والي جهة مراكش – آسفي، كريم قسي لحلو، والمدير الجهوي للثقافة، حسن هرنان، ورئيس جامعة القاضي عياض، الحسن احبيض، والمدير الإقليمي للتربية الوطنية، محمد زروقي، بتقديم لوحة من قبل أطفال تابعين لجمعية المنتدى المغربي للتواصل والتنمية، جسدوا من خلالها سبل الانتقال من انعزالية الأطفال بسبب الاستعمال المفرط للهواتف، عن أصدقائهم وأقرانهم، للخروج الى النور من خلال مشاركتهم في مشروع صناعة المبدع الصغير الهادف الى التحسيس بأهمية ملازمة قراءة الكتب.
وتجدر الاشارة الى أن هؤلاء الأطفال شاركوا في مشروع صناعة المبدع الصغير، الذي انخرطت فيه 22 مؤسسة تعليمية تابعة لعمالة مراكش، لمدة سنتين، حيث استطاعوا انتاج مجموعة من العناوين القصصية.
و أكد المدير الجهوي للثقافة بجهة مراكش-آسفي ، حسن هرنان، أن المعرض يروم بالأساس جعل الكتاب في متناول جميع الباحثين والطلبة والمهتمين بالشأن العلمي بصفة عامة، مشيرا الى ان هذه الدورة غنية ومتميزة عن الدورات السابقة، وذلك بفضل برمجة متنوعة تشمل مجموعة من الأنشطة المنظمة بالموازاة مع المعرض بشراكة مع عدد من الفاعلين المحليين، الذين لهم باع في الشأن الثقافي، سواء جمعيات المجتمع المدني أو مؤسسات تعليمية والجامعات .
وأضاف أن هذه الدورة تتميز، أيضا، بانطلاق بادرة تتعلق بالكتاب المتنقل، الذي سيجوب أزقة المدينة من أجل التحفيز على القراءة والتذكير بأهميتها ومكانتها في تعزيز المعرفة، بالاضافة الى تنظيم لقاءات لتوقيع مجموعة من الكتب لمؤلفين وكتاب ينتمون للجهة، وتنظيم ندوات وموائد مستديرة ومعارض تشكيلية وفوتوغرافية.
ومن جهة أخرى، أوضح محمد صدقي عن إحدى دور النشر المشاركة في المعرض، في تصريح مماثل، أن المعرض يعد فرصة لتقريب الكتاب من العموم، خاصة الاجيال الصاعدة التي اثرت عليها كثيرا وسائل التكنولوجيا الحديثة، داعيا أولياء التلاميذ الى تحفيزهم على القراءة ومرافقتهم الى المعرض للاطلاع على عناوين الكتب المعروضة التي ستوقظ في نفوسهم حب القراءة والاستطلاع.
كما تضم أروقة المعرض، على الخصوص، رواق مخطوطات الزاوية الناصرية بتمكروت بإقليم زاكورة، حيث أكد خالد الناصري المشرف عليه، في تصريح مماثل، ان مشاركته تأتي لعرض مجموعة من المخطوطات التي تعد موروثا ثقافيا سعت أسرته إلى المحافظة عليها، مشيرا إلى أن هذه المخطوطات تتنوع بين الفقه والحديث والتاريخ والأدب وغيرها.
وتعرف هذه الدورة توقيع إصدارات جديدة لثلة من الكتاب والمؤلفين والمبدعين، علاوة على برمجة ندوات علمية تقارب تيمات “الإعلام والحقوق الثقافية”، و”الكتاب المخطوط وتحقيقه” و”الثقافة المغربية واللغات الشرقية” و”الترجمة وسؤال الهوية” و”الكتب والمكتبات بمراكش العالمة”، يشارك فيها مجموعة من الأساتذة والباحثين المتخصصين.
وترسيخا للأبعاد التكوينية والتعلمية سيتم تنظيم 13 ورشة تكوينية تهدف إلى ترسيخ جوانب مرتبطة بثقافة الكتاب وجعل القراءة سلوكا مكتسبا، لاسيما في صفوف الشباب والناشئة من الأطفال.
إلى جانب ذلك، سيكون عموم المهتمين بالشأن الفني على موعد مع معارض للفنون التشكيلية، منهما معرضان يستقيان تيمتهما من “إبداعات حروفية” و”يهود المغرب والأندلس والرافد العبري في التشكيل المغربي المعاصر”، بالإضافة إلى أربع معارض للصور الفوتوغرافية، هي “الله يعمرك أ مراكش”، و”نبش في ثنايا الحميمية بين الذاكرة والمتخيل”، ومعرض للرحلة المتحركة بعنوان “فرانش إيموشن”، وآخر حول “أدوات ومواد صناعة الحبر”.
وتنزيلا لمبدأ “القراءة العمومية للجميع” سينفتح المعرض الجهوي للكتاب على مجموعة من المناطق بضواحي مدينة مراكش، من خلال تنظيم قافلة للكتاب والتنشيط الثقافي إلى دوار الطواهرة بمنطقة سيدي رحال، إلى جانب برمجة ورشة للحكي بالمدرسة الجماعاتية الابتدائية الأوداية، بالإضافة إلى ورشة لفائدة تلاميذ الملحقة الجهوية للمركز الوطني محمد السادس للمعاقين بمراكش، تهدف إلى “تبسيط مفهوم التنوع البيولوجي عن طريق اللعب”، ثم لقاء تواصلي حول لغة “برايل” وأهم التحديثات التي عرفتها في ضوء المستجدات التقنية الحديثة.
وستكون ساحة الكتبيين على مشارف مسجد الكتبية بمراكش فضاء لفعاليات المعرض وأنشطته الموازية، إلى جانب قصر البديع وقصر الباهية ومؤسسة دار بلارج والقبة المرابطية وخزانة بن يوسف بساحة الباروديين، وقطب المواطن بالمحاميد، والملحقة الجهوية للمركز الوطني محمد السادس للمعاقين بمراكش، ومركز حماية الطفولة بمراكش، والمركز الثقافي سيدي رحال، والمركز الثقافي بنجرير، ورواق المعارض بقلعة السراغنة، والمدرسة الجماعاتية الابتدائية الأوداية.