ثقافة و فن

رواق “اللبدة” بمعرض الفرس بالجديدة.. رواق فريد ينهل من التراث والتقاليد المغربية الأصيلة

وأنت تتجول داخل فضاء الصناعة التقليدية بمعرض الفرس بالجديدة، لا يمكن إلا أن يجذب اهتمامك رواق فريد ليس كباقي الأروقة: رواق “اللبدة” الذي يقدم إحدى الصناعات التقليدية المتميزة التي تنهل من التراث والتقاليد المغربية الأصيلة.

عدد كبير من الزوار من أعمار مختلفة، يتوقفون برواق الصانع عمر البلغيثي، لاكتشاف رواقه الفريد الذي يعتبر الوحيد في المعرض الذي يقدم صناعة اللبادة، التي تعتمد على مادة الصوف والصابون البلدي والماء فقط.

وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، قال عمر البلغيثي صانع “تلبادت”، إنه ورث الصنعة عن جده ووالده، وظل متشبثا بها منذ أربعين سنة رغم تراجع الإقبال على المنتوجات التقليدية، مسجلا بحسرة أن هذه الصنعة سائرة في طريق الزوال، إذ لم يبق سوى صانعين اثنين بمدينة مراكش يزاولانها.

وأوضح أن الأمر يعود إلى تراجع الطلب على المنتوجات التقليدية مقارنة مع السنوات الماضية، مبرزا أنه “كنا نقوم بصنع لبدة الفرس التي توضع منها ست أو سبع لبدات فوق ظهر فرس “التبوريدة” وتحت السرج، كما كنا نصنع لبدة الصلاة وقبعة (طربوش) المخزن”. وأبرز أن الاقبال اليوم يزيد على “الشابو” والحقائب اليدوية و”البلغة” وأغطية الحواسيب، حيث يقبل السياح كثيرا على هذه الإكسسوارات لأنها تنفرد بخصوصيات مغربية محضة.

وأشار إلى أنه يحاول الحفاظ على هذه الصنعة من خلال استقطاب شباب للعمل معه من أجل تلقينهم أسرار الحرفة، لكن الأمر يبقى صعبا خاصة مع ضعف المردود المالي، مبرزا أن مثل هذه التظاهرات الكبرى والمعارض واللقاءات المهنية، تساهم في التعريف بهذه الحرفة.

وعبر عن سعادته في هذا السياق، بالإقبال الكبير للزوار من مختلف الأعمار على رواقه، والذين أبانوا عن رغبة كبيرة لاكتشاف هذه الصناعة التي لم يكونوا يعلمون عنها شيئا.

ويعتمد عمر البلغيثي في “تلبادت” (صناعة اللبدة) على مادة الصوف الطبيعية التي يعمل على تنقيتها من الشوائب وغسلها جيدا ثم تنشيفها وإضافة مادة الصابون البلدي إليها، ليقوم بعد ذلك بدعكها وتطويعها بين يديه للتحكم في حجمها.

صناعة اللبدة وصناعة السروج، وغيرها كثير من المهن والحرف التقليدية التي تعد موروثا تاريخيا حملها صناع مهرة على عاتقهم وتوارثوها أبا عن جد، وهي الآن مفخرة لكل المغاربة تتطلب اهتماما خاصا لضمان استمراريتها وتأقلمها مع تطورات العصر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
حمل تطبيق آراء الآن