الخزف المسفيوي: معارف عريقة تطمح إلى التجديد
آراء- اسفي
يتلمس فن الخزف بآسفي، الذي يحظى بشعبية تتجاوز الحدود الوطنية، بالنظر لتميزه سواء من حيث الرسوم أو الألوان والأشكال، وحتى من حيث جودة منتجاته، وبتصاميمه الفريدة، سبيله من أجل التثمين وتحقيق الاستدامة، خصوصا مع وفرة منتوجات مصنعة أو أخرى مقلدة بثمن بخس.
ويتميز فن الخزف الذي تفخر به مدينة ومملكة برمتها، ويشكل جزءا لا يتجزء من الهوية والذاكرة الجماعية للمسفيويين، على الصعيد العالمي من خلال بعده الجمالي وجودته المشهودة.
لكن حتى وإن تأثر قطاع الصناعة التقليدية، وفن الخزف على وجه الخصوص بتبعات الأزمة، إلا أن تحسن الحالة الوبائية بالمغرب من خلال فتح الأجواء والانتعاش السياحي الذي تم تسجيله خلال فترة ما بعد الأزمة، انعكس إيجابا على القطاع، وحفز الصناع التقليديين على استئناف مزاولة أنشطتهم.
فجولة راجلة بشعاب المدينة العتيقة لآسفي تمكن من معاينة باقة غنية من منتجات الخزف المسفيوي، والتوقف عند الإمكانات الهامة التي تختزنها، والتي بإمكانها الإسهام في إقلاعها السياحي والاقتصادي.
ويجد الخزف المسفيوي تميزه وفرادته في نوعية الطين اللزجة وذات الجودة العالية مما يمكن من الحصول على خليط “متناسق” و”طيع” و”يسير”. لأجل ذلك يتم تناقل هذا “الإرث” من جيل إلى جيل، وتجد أسرا اقترن اسمها بفن الخزف بالمدينة، الذي يشكل مكونا هاما في النسيج السوسيو-اقتصادي المحلي.
ويمثل قطاع الصناعة التقليدية العنصر الأساسي في البيئة السوسيو-اقتصادية لمدينة آسفي، والمدر للقيمة المضافة من حيث المداخيل، وفي إحداث فرص الشغل، والنهوض بالتراث الثقافي والسياحي.