مجتمع

آراء في قلب قصص النجاح / الراحل الحاج عبد الرحمان زهيد رحلة كفاح صنعت التميز

آراء- مراكش 

قال فريدريك دوغلاس ، وهو رجل عصامي كانت مناقشة الرجال العصاميين مناقشة ‘الرجولة نفسها ، وهذا بمعناه الأوسع والأكثر شمولاً’، أن قصة الإنسان العصامي هي قصة رجولة مجسدة . ذلك أن الرجل العصامي يستخدم أهم الصفات الرجولية: وهي العمل الجاد والمثابرة والأهم من ذلك كله ، المسؤولية الذاتية التي لا تعتمد على الغير اعتمادًا كبيرًا .  فقصة الإنسان العصامي تمثل هدف كل رجل لكي يصبح قائدًا متميزا يتذكره التاريخ ومن حوله.

إن الراحل الحاج عبد الرحمان زهيد، الرجل العصامي الذي ودعته مدينة مراكش قبل ست سنوات انطلق من الصفر نحو القمة ، فمن أسرة بسيطة، شكل الراحل عبد الرحمان بطبعه المتواضع و أصوله البسيطة الطيبة علامة فارقة في مجال المال والأعمال، ودون إسمه من ذهب في سجل الرجال العصاميون الذين شقوا الأرض الجافة بفأس الرغبة والصبر و”المصداقية” بحثا عن التألق والتميز.

الراحل الحاج عبد الرحمان زهيد  بدأ مشوار حياته ميكانيكياً صغيراً ، عانى خلاله الامرين بين جحود من عمل معهم وقسوة الزمن وقلة ذات اليد ، لكن اصراره وعزيمته القويتين ومثابرته الجدية جعلت منه صاحب اكبر هولدينغ اقتصادي يضم ازيد من 15 شركة تنشط في عدة مجالات من بينها البناء النقل والسيارات والعقار.

اشتهر الراحل بتواضع و بساطته و إيمانه بالعمل والمصداقية و “المعقول” للوصول لأهدافه ، رسم لنفسه مسارًا متميزا في حضرة العظماء والعصاميين الذين يتذكرهم التاريخ بفخر واعتزاز ، فلم يكن الحاج صديقا لليأس . لكن على العكس ظل الحاج مدافعًا عن حظوظه مرات ومرات حتى في أحلك الظروف ، اجتهد ليحقق ما رسمه من إنجازات جعلته مفخرة وطنية وكفاءة بعلامة متميزة قل نظيرها .

انخرط الحاج في مساره الطويل في أعمال اجتماعية وخيرية وكان خير داعم للمعوزين والمحتاجين و من يطرقون بابه ، فلم يكن لهم صادًا آو جاحدًا ، فبساطة اصله الطيب كانت له خير سندا في اوقات عدة و مصدرًا للاتزان في علاقاته الاجتماعية .

وشكل الرجل العصامي الاستثناء بتأسيسه للجائزة الكبرى لسباق السيارات مولاي الحسن بمراكش، حيث كان من أهم أسباب نجاح السباق الدولي عبر مجهوداته الفردية سواء منها المادية او الاجتماعية والتي بذلها منذ انعقاد الدورة الاولى لهذه التظاهرة الرياضية الدولية الكبيرة والتي  مازالت تؤثث فضاء “عاصمة النخيل “سنويا حتى بعد رحيله ، لأن خلفه المتميز والحسن لازالوا على الوعد في الالتزام بقيم و مبادئ الحاج ، وذلك ليس بغريب عن ابناء الحاج عبد الرحمان زهيد .

الحاج ترك ارثا كبيرا يتمثل أساسا في الهولدينك الاقتصادي منارة قابضة باعتبارها من المقاولات العائلية الشهيرة بالمغرب، كما انها إحدى قاطرات الإقلاع الإقتصادي بالجهة، الشيئ الذي يترجمه رقم معاملات المجموعة وتوسع أنشطتها وتزايد أعداد مستخدميها، وتميز مسارها كإحدى اشهر المؤسسات بمراكش والمغرب، والتي تميزت بسمعتها الجيدة ، ومسارها الناجح، حيث نالت مجموعة من جوائز الجودة على المستوى الدولي،  لكنه ترك كذلك إرثا انسانيا لا ماديا في شخص ابنيه اسلام زهيد و الحاج محمد زهيد وهما من خيرة ابناء الوطن و داعمان اساسيان للتنمية والاقلاع و للشباب بالجهة و المغرب و هذا يعكس حسن تربيتهما و خلقهما و رزانتهما و اصرارهما على استكمال مشوار ابيهما الحاج عبد الرحمان زهيد الذي رسم المستحيل من لاشيء و قاوم كل الصعاب ليصنع لنفسه وأسرته اسما ومكانة تبقى موشومة في الذاكرة و ترسم البهجة على اسر وعائلات كثيرة وتسجل في كتب التاريخ و تشكل منهجا للتحفيز و قوة العزيمة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
حمل تطبيق آراء الآن