المهرجان الوطني لشيشاوة.. مناسبة للاحتفاء بفن التبوريدة
شيشاوة – آراء
احتفت مدينة شيشاوة، خلال الفترة الممتدة من 01 إلى 04 شتنبر الجاري، في إطار مهرجانها الوطني، بفن التبوريدة كتراث عريق يشكل مصدر فخر واعتزاز للمغاربة عموما.
وشكل المهرجان مناسبة مواتية لإعلاء شأن هذا الفن العريق الذي تشتهر به جهات المملكة، وتعمل على صونه وضمان استدامته وتوارثه بين الأجيال الصاعدة. وهكذا، عمل منظمو التظاهرة على جعل فن التبوريدة في خدمة التنمية المحلية والاجتماعية.
ولأجل ذلك، تمت تهيئة زهاء هكتارين وسط مدينة شيشاوة، من أجل احتضان “لخزانات”، التي أرستها مختلف القبائل و”السربات” (مجموعات الفرسان) لهذه الغاية، إضافة إلى تنظيم تظاهرات، كل مساء، من أجل إبراز هذا الفن العريق الذي يشكل مكونا محوريا وإرثا حضاريا وتراثيا للمملكة.
كما حج زهاء 50 ألف شخص لمشاهدة العروض الرائعة للفرق والمجموعات المشاركة، واكتشاف خيول تمتاز بجموحها وقوتها ومقاومتها للتقلبات المناخية، وسرعتها في المسافات القصيرة، ومميزاتها المطواعة.
وكان الجمهور، خلال كل أمسية من أماسي المهرجان، على موعد مع حفل شارك فيه زهاء 525 فارسا يمثلون 35 “سربة”، تنحدر من مختلف جهات المملكة، ممن رسموا بريشة الاقتدار، أبهى لوحات البطولة والشرف والمروءة والإخلاص.
فيما تتسق خطى كل “سربة” تتألف من 20 فارسا على الأكثر، لتفرغ في الهواء، وفي لحظة واحدة، بارودا يتطاير في السماء.
وليس بالعسير التمييز بين المقدم والفارس، بالرغم من كونهما معا يتدثران باللباس التقليدي الفاره الوقور، إلا أن الأول زيه مزركش للغاية، وغالبا ما يكون قد شاب منه المفرقان، في حين أن الثاني، لازال في زهرة عمره، ولباسه التقليدي بهي وبسيط.
وفي تصريح لقناة (M24) الإخبارية التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، نوه رضوان التقي، عضو منتدى شيشاوة للثقافة والفنون، بتنظيم المهرجان الذي تخللته عروض رائعة في فن التبوريدة.
وفي تصريح مماثل، أبرز علي سعيد، الفارس بسربة شيشاوة، جودة تنظيم التظاهرة التي التأمت فيها سربات من مختلف جهات المملكة، مضيفا أن تظاهرات من هذل القبيل من شأنها الاحتفاء بهذا الفن العريق.
ورام هذا المهرجان الوطني، الذي نظمه منتدى شيشاوة للثقافة والفنون، بشراكة مع جماعة شيشاوة على مدى أربعة أيام، تحت شعار “شيشاوة ذاكرة وتنوع، انفتاح واستمرارية”، الاحتفاء بمختلف الأصناف الفنية، والاستجابة لشتى الأذواق الموسيقية، وكذا تجديد الوصل مع جمهور متلهف لمتابعة عروض ثقافية وفنية حالت الأزمة الصحية الناجمة عن جائحة كورونا دون تنظيمها لسنتين.