ارتفاع الطلب وتراجع العرض يخلفان “أدوية مفقودة” في صيدليات المغرب
تشهد عدد من الصيدليات بالمغرب نقصا على مستوى بعض الأدوية المهمة، خاصة خلال الأسابيع الأخيرة، بحسب ما أكده صيادلة ضمن تصريحات متطابقة لجريدة هسبريس الإلكترونية.
وبحسب المعطيات التي قدمها 3 صيادلة لهسبريس فإن الأدوية المفقودة تهم أساسا تلك الخاصة بأمراض القلب والشرايين والأمراض النفسية، خاصة التي لا يتوفر المغرب على الجنيس منها.
وبحسب المصادر ذاتها فإن الخصاص يزداد خلال فترة الصيف بسبب وجود المختبرات في فترة عطلة؛ ومن جهة أخرى هناك عدد كبير من الأدوية يتم استيرادها من الخارج، ما يجعل من الصعب توفرها بشكل دائم، كما أن الموزعين أحيانا ومن يملكون حق استيراد الأدوية لا يحترمون القانون 17.04 الذي يفرض على الموزعين والمصنعين والمستوردين أن يتوفروا على مخزون إستراتيجي لمدة ستة أشهر أو ثلاثة أشهر على الأقل.
وتضم لائحة الأدوية المفقودة، بحسب الصيادلة الذين تحدثت إليهم هسبريس، كلا من “Bi-tildiem” الذي يستعمل في حالة الذبحة الصدرية، و”Cozaar” لعلاج الضغط الدموي، وبعض حالات القصور الكلوي لدى المصابين بداء السكري، وكذلك في بعض حالات ضعف عضلة القلب، ثم “Zocor” الخاص بعلاج الكوليسترول، و”Hyzaar” الذي يستخدم لعلاج أمراض الضغط، و”Corvasal” الذي يستخدم في علاج بعض أمراض القلب.
وأوضح أحد الصيادلة أن هذه الإشكالية مطروحة على المستوى العالمي، ولا ترتبط فقط بالمغرب، بحكم الضغط الذي يمس مجموعة من المواد الأولية، إذ إن المملكة مرتبطة بـ95 بالمائة من المواد الأولية التي تصنع في الصين والهند؛ بالإضافة إلى الضغط على صعيد اللوجيستيك المرتبط بهذا المجال.
وفسر المصدر ذاته كون أغلب الأدوية التي تعرف هذا النقص تهم أمراض القلب بأن هذه الأمراض مصنفة على رأس لائحة الأمراض التي تؤدي إلى الوفاة، كما أن نسبتها مرتفعة بالمغرب، ما ينجم عن ارتفاع الطلب على هذا النوع من الأدوية.
وينص القانون 17.04 بمثابة مدونة الأدوية والصيدلة، في المادة 84 منه، على أنه “يجب على المؤسسات الصيدلية طبقا للنصوص التشريعية والتنظيمية الجاري بها العمل في مجال المدخرات الاحتياطية التوفر على مدخر احتياطي من الأدوية التي تقوم بصنعها أو استيرادها أو توزيعها، وذلك لضمان التموين العادي للسوق”.