ارتفاع الأسعار يهدد ضمان التموين بالسلع ويقلص أرباح “التجار الصغار”
بينما تتزايد شكاوى المواطنين من الارتفاعات المستمرة التي طالت أسعار أغلب المواد الاستهلاكية، نتيجة ارتفاع أسعار المواد الأولية في السوق الدولية، وارتفاع أسعار المحروقات، يكابد التجار الصغار خسائر كبيرة دفعت عددا منهم إلى إغلاق محلاتهم التجارية.
مصدر من جمعية تجار التقسيط بأكادير أفاد بأن ارتفاع الأسعار سرع وتيرة إغلاق التجار الصغار لمحلاتهم، بسبب عدم قدرتهم على توفير الرأسمال الكفيل بضمان حصولهم على التموين بالسلع، نتيجة قلة الأرباح من جهة، ولكون أغلبهم يبيعون بـ”الكريدي” من جهة أخرى، ما يُضعف السيولة المالية المتوفرة لديهم.
بحسب المعطيات التي حصلت عليها هسبريس من مهنيين في قطاع التجارة، فإن أرباح التجار الصغار ظلت ثابتة رغم الارتفاعات الهائلة للأسعار؛ فعندما كان سعر صندوق زيت المائدة في حدود 160 درهما، كان هامش الربح 15 درهما، بمعدل درهم في كل لتر، وحاليا لا يزال التاجر الصغير يحصل على الربح نفسه، رغم أن سعر صندوق الزيت الذي كان يباع بـ160 درهما تضاعف وارتفع إلى حوالي 315 درهما.
ووجد التجار الصغار أنفسهم بين مطرقة ضمان حد أدنى من الربح وسندان الحفاظ على زبائنهم، بسبب المنافسة، حيث يلجأ التجار الذين يحتفظون بسلع اشتروها قبل ارتفاع سعرها إلى بيعها بثمن منخفض، ما يجعل التجار الذين اشتروها بعد ارتفاع ثمنها بين خيارين: إما البيع بسعر أعلى، وبالتالي فقدان الزبائن، أو عدم اقتناء السلعة، وبالتالي الحرمان من مصدر للربح.
وذهب المصدر من جمعية تجار التقسيط بأكادير إلى وصف الوضع الذي يعيشه التجار الصغار بـ”الكارثي”، وزاد موضحا: “حاليا أرخص قنينة زيت المائدة (سعة خمس لترات) تباع بـ115 درهما، لكن هامش ربح التاجر لا يتعدى أربعة أو خمسة دراهم، وفي الغالب يبيعها بـالكريدي”، مضيفا أن هذه الوضعية تدفع عددا من التجار إلى التخلي عن بيع المواد الغذائية مرتفعة الثمن.
ويسود تخوف من أن يؤدي استمرار ارتفاع الأسعار إلى تراجع تزود التجار الصغار بالسلع، ذلك أن التجار الذين يقدرون على توفير السلع هم الذين لا يعملون بـ”الكريدي”، حيث يستطيعون توفير سيولة تمكنهم من اقتناء السلع، لكن نسبتهم قليلة.
وأكد عبد الله الحنافي، رئيس فدرالية الجمعيات التجارية والمهنية، أن ارتفاع الأسعار ألحق ضررا كبيرا بالتجار الصغار، وقال في تصريح : “الشركات رفعت أسعار منتجاتها، ولكنها لم ترفع هامش ربح التاجر”.
وأضاف أن “هامش الربح الذي يحصل عليه التاجر الصغير في السابق، رغم هزالته، ضعف كثيرا”.