إصدار جماعي جديد حول تاريخ وثقافة وقضايا التنمية
متابعة :
يشكل “آسفي .. التاريخ والثقافة وقضايا التنمية” عنوان إصدار جماعي جديد لجمعية ذاكرة آسفي، الفاعل في حماية المآثر التاريخية لحاضرة المحيط وفي النهوض بموقعها الثقافي والتاريخي.
ويتناول الكتاب، الذي قدم بمناسبة شهر التراث بحضور ممثلي الجمعيات المكونة لائتلاف ذاكرة المغرب، والذي تكلفت بتنسيقه الباحثة نفيسة الذهبي، التاريخ والجوانب الثقافية المختلفة والفنون والموسيقى التي تشكل سيمياء هذه المدينة ذات الألف عام.
ويحاول هذا العمل، الذي يقع في 300 صفحة، تقريب القراء من التراث الديني للإقليم من خلال دراسات تهم العديد من الزوايا التي ساهمت في نشر إسلام وسطي ومتسامح في هذا الجزء من التراب الوطني.
ويخصص الكتاب جزءا كبيرا لتاريخ صناعة الخزف والفخار التي تختص بها المدينة، لكن أيضا لبعض الشخصيات السياسية المرموقة التي ميزت هذه المنطقة مثل القايد عيسى بن عمر.
كما تم التركيز في هذا العمل على المؤهلات الاقتصادية التي يزخر بها الإقليم والتي من شأنها تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية بالمنطقة.
وبالنسبة للباحثة نفيسة الذهبي، “كانت آسفي طوال تاريخها منفتحة على التجارة الدولية بفضل مينائها الواقع على ساحل المحيط الأطلسي، والواقع في الجزء السفلي من خليج تهيمن عليه منحدرات عالية ومفتوحة واسعة توفر مأوى للسفن ضد الرياح والعواصف”.
فكانت هذه المدينة أيضا مدينة للمبادلات الإنسانية المكثفة وشكلت منطقة جذابة، حيث عاشت فيها شعوب ومجموعات عرقية مختلفة ومسلمون ويهود.
وفي هذه المنطقة، احتلت الثقافة الصوفية مكانة بارزة في المجتمع مع ظهور عدد كبير من الزوايا والرباطات واشتهرت بالعديد من الصلحاء.
وشددت على أن “هذا الكتاب الذي يحاول إعادة أصداء تاريخ وثقافة وفنون هذه المدينة، يهدف أيضا إلى إعادة تأهيل العديد من المواقع التاريخية المنتشرة فيها”.