المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ركيزة أساسية لإنجاح مشاريع فئة الشباب
مراكش – تشكل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بعمالة مراكش، كما هو الشأن بالنسبة لباقي عمالات وأقاليم المملكة، دافعا أساسيا لعدد من الشباب حاملي مشاريع واعدة، لتحقيق آمالهم وبلورة أحلامهم الى واقع ملموس، بفضل الدعم المادي والمواكبة التي حظوا بها من قبل المبادرة.
وفي هذا الإطار، وبمناسبة الاحتفال بالذكرى ال 17 لانطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، قام والي جهة مراكش آسفي، عامل عمالة مراكش، السيد كريم قسي لحلو، وأعضاء اللجنة الاقليمية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، اليوم الأربعاء، بزيارة ميدانية إلى عدد من هذه المشاريع المنجزة في اطار برنامج دعم تنمية ريادة الاعمال لدى الشباب على مستوى هذه المنطقة.
وشكلت هذه الزيارة، مناسبة للاطلاع على خمسة مشاريع ساهمت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في تجهيزها، من بينها مشروع للتربية والانشطة الموازية، حيث تم تجهيز هذا المركز للتكوين في مجال الترميز المعلوماتي والروبوتيك، وآخر في مجال الخدمات والمطعمة (تجهيز ورشة للطبخ)، بالإضافة الى مشروع خاص بالفن والثقافة (تجهيز معهد للموسيقى والتكوين في مجال السمعي البصري).
أما المشروع الرابع فيتعلق بالإعلاميات والتكنولوجيا (اقتناء معدات خاصة بتطوير المعلوميات)، في حين حظي المشروع الخامس، الذي يندرج في اطار الخدمات والمطعمة ب(تجهيز المطعم).
وفي هذا الصدد، ثمن صاحب المشروع المتعلق بمعهد للموسيقى والتكوين في المجال السمعي والبصري، محمد شرف، في تصريح لقناة (إم 24) الإخبارية التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، الجهود التي قامت بها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية من أجل بلورة وتحقيق هذا المشروع ومواكبته منذ مراحله الاولى، كفكرة كانت تراوده هو وزميله بنعروش ولكن كانت تعوزهما الإمكانات المادية لإنجازه.
وأضاف أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية رحبت بهذا المشروع وساهمت في دعمه ومواكبته، وكذا تمكينهما من الخبرة في مجال احداث هذه المقاولة على أسس صلبة، مشيرا الى أن هذا المعهد، الذي يتوفر، على الخصوص، على استوديو للإنتاج السمعي والتوضيب، يهتم بتلقين الموسيقى بطرق حديثة باستعمال الحواسيب المتخصصة في هذا المجال.
أما صاحب مشروع الخدمات والمطعمة، أنيس ميسكي، فأوضح، في تصريح مماثل، أن مشروعه لم يكن ليرى النور لولا دعم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية له، سواء على المستوى المادي، أو في تتبع مراحل انجازه وانجاحه.
وتجدر الإشارة الى أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ارتكزت في مرحلتها الثالثة (2019-2023) على برنامج تحسين الدخل والادماج الاقتصادي للشباب، من خلال مشروع دعم تنمية ريادة الاعمال، وهو موضوع شراكة بين المغرب والبنك الدولي .
ويهدف هذا البرنامج الى انعاش وتطوير روح المبادرة لدى الشباب من خلال وضع تجربة نموذجية لدعم ريادة الاعمال عن طريق مهنية واحترافية الفاعلين الجمعويين، من أجل ضمان عدد أكبر من المستفيدين وكذا مستوى عال من الجودة في الدعم المقدم لهم، علاوة على وضع آلية لتقديم الدعم التقني والمالي لمواجهة مختلف الاكراهات التي تعيق تنمية وتطوير ريادة الاعمال لدى الشباب.
وعلى مستوى عمالة مراكش، يسعى هذا البرنامج، إلى وضع رهن الاشارة مواكبة تقنية في مرحلة ما قبل احداث المقاولة لفائدة 1460 مستفيدة ومستفيدا، فضلا عن وضع رهن الإشارة مواكبة تقنية ومالية ما بعد إنشاء المقاولة في أفق خلق 438 مقاولة.
وبحسب معطيات للجنة الاقليمية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، فإن مساهمة هذه الأخيرة ضمن هذا البرنامج تبلغ مائة ألف درهم كحد أقصى لتمويل كل مشروع، والتي تمثل 60 في المائة من القيمة الاجمالية للمشروع، مع مساهمة حامل المشروع بنسبة 40 في المائة.
أما المهام المسطرة للجمعيات المعتمدة من طرف اللجنة الاقليمية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية لتنفيذ برنامج دعم تنمية ريادة الأعمال على مستوى عمالة مراكش، فتتمثل في تنظيم حملات توعية، وجلسات إعلامية وورشات عمل لفائدة الشباب ما بين 18 و34 سنة، والانتقاء الأولي للأفكار والمشاريع، والمواكبة الأولية لحاملي المشاريع، والانتقاء النهائي للمشاريع وعرضها على اللجنة الاقليمية التقنية للتنمية الاقتصادية، ومن ثمة اللجنة الاقليمية للتنمية البشرية، من أجل البت والمصادقة، علاوة على تتبع مسطرة دفع الاعتمادات للمستفيدين المقدمة من طرف المبادرة، والدعم التقني في اطار مواكبة تنفيذ المشاريع، لمدة تتراوح بين سنة وسنتين.