واصل المنتخب الوطني المغربي لأقل من 20 سنة كتابة التاريخ في مونديال الشباب المقام بالشيلي سنة 2025، بعدما تمكن من حجز بطاقة التأهل إلى المباراة النهائية عقب تفوقه على نظيره الفرنسي بالضربات الترجيحية، إثر نهاية الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل الإيجابي هدف لمثله، في المواجهة التي احتضنها ملعب إلياس فيغيروا براندر بمدينة فالبارايسو مساء الأربعاء.
دخل أشبال الأطلس اللقاء بعزيمة كبيرة لتحقيق إنجاز غير مسبوق، إذ ظهروا منذ الدقائق الأولى بروح قتالية عالية ورغبة واضحة في بلوغ النهائي لأول مرة في تاريخهم. وتمكن اللاعب ياسر الزابيري من منح التقدم للمنتخب الوطني في الدقيقة 32 عبر ضربة جزاء محكمة التنفيذ، ليضع المغاربة في المقدمة وينهي الشوط الأول متفوقين بهدف دون رد، رغم المحاولات المتكررة للمنتخب الفرنسي للعودة في النتيجة.
في الشوط الثاني، كثّف المنتخب الفرنسي ضغطه على الدفاع المغربي بحثاً عن التعادل، إلى أن تمكن اللاعب لوكاس ميشال من تعديل الكفة في الدقيقة 59. غير أن أشبال الأطلس أبانوا عن صلابة تكتيكية وحضور بدني قوي، مكنهم من الحفاظ على توازنهم طيلة أطوار اللقاء، رغم اضطرار الحارس يانيس بنشاوش لمغادرة الملعب مصاباً، تاركاً مكانه لزميله إبراهيم غوميس الذي تألق بشكل لافت.
واستمرت المواجهة على إيقاع التشويق حتى نهاية الوقت الأصلي والإضافي دون تسجيل أهداف إضافية، رغم تعدد المحاولات من الجانبين، مع طرد اللاعب الفرنسي رابي نزينغولا في الدقائق الأخيرة.
وحُسمت نتيجة المباراة في ركلات الترجيح، حيث أبان الأشبال عن تركيز كبير وشجاعة استثنائية مكنتهم من التفوق على المنتخب الفرنسي، والتأهل عن جدارة إلى النهائي التاريخي، في انتظار الفائز من مواجهة الأرجنتين وكولومبيا.
وبهذا الإنجاز، يكون المنتخب المغربي قد تجاوز إنجاز جيل 2005 الذي حلّ في المركز الرابع، مؤكداً مرة أخرى تطور كرة القدم المغربية على المستوى القاعدي، وقدرتها على مقارعة كبريات المنتخبات العالمية.
ويترقب الجمهور المغربي الآن المشهد الختامي، على أمل أن يواصل الأشبال تألقهم ويوقعوا على ملحمة جديدة تخلّد اسم المغرب في سجل مونديال الشباب.
