الوزير السابق مصطفى الرميد يكتب: وثيقة شباب المغرب تعبير عن وعي إصلاحي راقٍ
في تدوينة جديدة نشرها على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، تناول الوزير السابق مصطفى الرميد بالتحليل والمواكبة ما سُمّي بـ **”الملف المطلبي لشباب المغرب، من أجل تفعيل العقد الدستوري وتحقيق النموذج التنموي الجديد”**، وهي وثيقة منسوبة إلى ما يُعرف بـ *جيل زاد*. وقد عبّر الرميد من خلال هذه التدوينة عن **تقديره الكبير للمبادرة الشبابية**، التي وصفها بأنها تعكس نضجًا سياسيًا وأخلاقيًا لافتًا، وتمثل وعيًا إصلاحيًا متزنًا يجمع بين **إرادة التغيير واحترام مؤسسات الدولة**.
وفيما يلي نص التدوينة كما وردت:
تقاسم معي احد الاصدقاء ، وثيقة منسوبة الى شباب جيل (زاد) ، تحت عنوان( ملف مطلبي لشباب المغرب، من اجل تفعيل العقد الدستوري وتحقيق النمودج التنموي الجديد).
واول ملاحظة على الوثيقة التي لاتحمل اي تاريخ، انها مفصلة بعدة مطالب، ذات طبيعة اصلاحية ،بابعاد سياسية واجتماعية واقتصادية، لايمكن الا التعبير عن تقدير المجهود المبدول في اقتراحاتها،و اللغة المحترمة التي تمت صياغتها بها، وهو ما يجعلنا نرفع القبعة لهذا المستوى الراقي من الوعي الاصلاحي، والسمو في الاداء الاخلاقي.
لقد تم التشويش على هذه الحركة الشبابية المباركة، باقتحام عناصر مخربة لصفوفها، لكنها استطاعت بحكمتها ان تتخلص منها.
وقد حاولت بعض الجهات ممارسة الوصاية عليها، لكنها تمكنت بوعيها الثاقب ان تفوت الفرصة عليها.
وهاهي الان، تدبج وثيقة في غاية الاهمية، ينبغي تقديرها بما هي اهل له، سواء بالنسبة لمن اتفق معها، او لمن اختلف .
وتبقى الحقيقة التي لابد من تسجيلها، في هذا السياق،انه من الصعب جدا، ان تختلف مع هذه الوثيقة كلية، خصوصا باعتبار مرجعياتها المعتمدة، التي هي الدستور، ثم التقارير الوطنية الرسمية المختلفة، كما ان المطالب الواردة بها ، في عمومها ،تبقى محترمة ومقدرة، وان كان هناك من خلاف مع بعضها، وهو امر طبيعي،فبشكل محدود.
يمكن، بناء عليه، القول ان هذه الوثيقة تعبر ، ليس فقط عن نضج الجيل المعني، وهو هنا مايسمى بجيل( زاد)، ولكن، ايضا، هي تعبير عن نضج الشعب المغربي، الذي انتح جيلا، بهذا الوعي ، وبهذا المستوى، فاللهم بارك.
وان مما يؤكد هذا النضج، ذلكم القرار الشجاع الحكيم ، القاضي بالامتناع عن التظاهر يوم الجمعة ، الذي سيشهد افتتاح السنة التشريعية الجديدة، وبالتالي، خطاب جلالة الملك امام البرلمان.
ان الموازنة بين ارادة الاصلاح، واحترام المؤسسة الاساسية في البلاد، والتوجه اليها بمطالب، مطبوعة، في عمومها بطابع المعقولية والموضوعية، هو ماسيجعل هذه الهبة الشابية ، هبة، مباركة ميمونة، فهي من جهة، واجهت حالة الارتخاء الحكومي، والكسل المؤسساتي، ومن جهة اخرى ،زرعت الامل في الإصلاح في اطار الاستقرار، الذي يعتبر اعز مايدرك.
ان الوثيقة الصادرة عن الشباب، في توصيفها للواقع، وفي مطالبها المعلنة ، تفوقت بكثير على بعض الوثائق المتداولة، وأثبتت أن هؤلاء الشباب، ليسوا في حاجة الى من ينوب عنهم في وصف الواقع الذي خرجوا من اجل تغييره، او تقديم مطالب يتقاطع بعضها مع مطالبهم، في حين تبتعد اخرى بعد المشرقين.
واخيرا، لا اشك، لحظة، في ان دولتنا، لها من الحصافة والحكمة وبعد النظر، ما يجعلها تكون في الموعد بما يجب ، وكيف يجب ،بما يستجيب للآمال المنتظرة، في حدود مايمكن ان يكون.
والله الموفق.